انطلقت فعاليات الدورة الثامنة عشرة لموسم طانطان، يوم 14 ماي 2025، الحدث الثقافي المرموق الذي يجسد عمق التراث والقيم الأصيلة التي لطالما ميزت ساكنة الأقاليم الجنوبية للمملكة.
وشهدت الاحتفالية الرسمية حضورًا وازنًا، تقدمه وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، الذي أكد على أن هذا الموسم يشكل ملتقى ثقافيًا واقتصاديًا هامًا يعكس تضافر الجهود للنهوض بالمنطقة في إطار رؤية تنموية طموحة.
وأشاد الوزير بالدور المحوري الذي تلعبه مؤسسة “ألموكار” في إنجاح هذا الحدث وتحويله إلى منصة دولية لتعزيز التلاحم وإبراز غنى التراث المغربي الأصيل، فضلاً عن فتح آفاق جديدة للتنمية المستدامة.
وفي كلمته، شدد البواري على التزام الوزارة بدعم المبادرات المحلية التي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الأمن الغذائي، وذلك تماشيًا مع التوجيهات الملكية السامية التي تولي أهمية قصوى لدمج الجهات في الدينامية الاقتصادية الوطنية والدولية، وتحقيق أهداف استراتيجية التنمية الفلاحية والقروية.
وكشف عن برامج طموحة لتنمية المنطقة في إطار استراتيجية “الجيل الأخضر”، تهدف إلى بناء منظومة فلاحية قادرة على مواجهة التحديات الطبيعية وتطوير الإنتاج المحلي وتحسين البنية التحتية الفلاحية، بالإضافة إلى دعم الفلاحين ومربي الماشية.
من جانبه، أكد رئيس مؤسسة “ألموكار”، محمد فاضل بنيعيش، على أن موسم طانطان استطاع على مر السنين أن يحافظ على مكانته كمحفل ثقافي وتراثي فريد على المستويات الإقليمية والقارية والعالمية، مشيرًا إلى أن هذا النجاح يرجع إلى الاعتراف الأممي بالموسم كتعبير عن ثقافة الرحل عبر العالم، وذلك بعد إعلانه سنة 2005 كتحفة من روائع التراث الشفهي الإنساني، وإدراجه على القائمة التمثيلية للتراث غير المادي للبشرية سنة 2008.
وشدد رئيس “هيئة أبو ظبي للتراث”، فارس خلف المزروعي، على أهمية مشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة في موسم طانطان، والتي تعكس عمق العلاقات الأخوية بين البلدين، وتسعى إلى تسليط الضوء على التراث الإماراتي الغني والمتنوع، وجهود إمارة أبوظبي في استدامة التراث المعنوي.
بدوره، أشاد مدير مكتب اليونسكو للمنطقة المغاربية، إيريك فالت، بموسم طانطان كمرآة للقيم الأساسية التي تدافع عنها اليونسكو، والمتمثلة في التنوع الثقافي، واحترام الاختلاف، ونقل المعرفة بين الأجيال، والسلام من خلال الحوار. وجدد التزام اليونسكو بدعم شركائها المغاربة والإقليميين في حماية وتعزيز التراث الثقافي اللامادي، من خلال مشاريع مهيكلة في منطقة المغرب العربي.
وتميزت الاحتفالية بتقديم لوحات فنية تراثية وعروض في فن الفروسية “التبوريدة” والهجن، مما أضفى عليها أجواء احتفالية تعكس غنى وتنوع الموروث الثقافي للمنطقة.
ويتضمن برنامج الدورة الحالية، المنظمة تحت شعار “موسم طانطان، شاهد على عالمية ثقافة الرحل”، تنظيم ندوتين فكريتين تتناولان قضايا الاستثمار والتنمية المحلية، والشعر النسائي الحساني، وذلك بهدف تسليط الضوء على إبداع المرأة الصحراوية في المجال الأدبي، ودورها في حفظ ونقل التراث الشفهي.
ويعكس موسم طانطان في دورته الثامنة عشرة، التزامًا راسخًا بصون التراث الثقافي وتعزيز التنمية المستدامة، وتأكيدًا على أهمية الحوار والتلاقح الثقافي بين الشعوب.