الرئيسية / سياسة / ترامب يفضح ازدواجية جنوب إفريقيا ويُحرجها أمام المغرب

ترامب يفضح ازدواجية جنوب إفريقيا ويُحرجها أمام المغرب

ترامب جنوب افريقيا
سياسة
فبراير.كوم 24 مايو 2025 - 11:00
A+ / A-

 وجّه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب توبيخاً علنياً إلى رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، خلال لقاء جمعهما في البيت الأبيض، وذلك على خلفية ما وصفه ترامب بـ”ازدواجية فاضحة” في خطاب بريتوريا السياسي بشأن قضايا حقوق الإنسان، متسائلا عن صمت جنوب إفريقيا إزاء ما يتعرض له المزارعون البيض في بلادهم، بينما ترفع شعارات التضامن في قضايا خارجية ذات طابع انتقائي.

وشهد اللقاء، الذي جرى بحضور وسائل الإعلام، عرض مشاهد موثقة لانتهاكات إجرامية ضد مزارعين من العرق الأبيض بجنوب إفريقيا، ما وضع بريتوريا في موقف محرج أمام الرأي العام الدولي، وأثار جدلاً واسعاً حول تناقض المواقف الرسمية إزاء معايير حقوق الإنسان.

وفي خضم هذا الإحراج الدبلوماسي، لوحظ حرص رامافوزا على تفادي الخوض في أية تعليقات أو مواقف تخص المملكة المغربية أو قضية وحدتها الترابية، وقد فسر مراقبون هذا الصمت بوعي تام من رئيس جنوب إفريقيا بحساسية هذا الملف أمام إدارة أمريكية تجدد دعمها لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.

ويرى متابعون أن هذا الموقف يعد تحولا تدريجيا في خطاب بريتوريا، التي باتت تدرك أن استثمارها السياسي في أطروحة الانفصال لم يعد يحظى بالزخم الدولي نفسه، خصوصاً في ظل التحولات الجيوسياسية الراهنة وتنامي الاعتراف بالمبادرة المغربية للحكم الذاتي كحل واقعي ومتين لهذا النزاع الإقليمي المفتعل.

ويرى محللون أن اللقاء حمل دلالات قوية بشأن الموقف الأمريكي من الخطاب السياسي لجنوب إفريقيا، والذي بدا متناقضا حينما يتعلق الأمر بحقوق الإنسان، معتبرين أن دفاع ترامب عن المزارعين البيض واستعماله لصور توثق استهدافهم من لدن فئات داخل المجتمع الجنوب إفريقي شكل رداً مباشراً على خطاب المظلومية الذي تروّج له بريتوريا، موضحين أن “هذا التوبيخ العلني فضح هشاشة الخطاب الرسمي لجنوب إفريقيا، وجعلها تختار الصمت تفادياً لمزيد من الإحراج الدبلوماسي”.

ولفت مهتمون بملف الصحراء إلى أن لجوء رامافوزا إلى تفادي النقاش حول قضية الصحراء المغربية خلال هذا اللقاء يعكس إدراكا دقيقا بحساسية هذا الملف أمام إدارة أمريكية تجدد باستمرار دعمها لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، معتبرين أن “هذا الصمت في حد ذاته انتصار للموقف المغربي”.

وأشار خبراء إلى أن الموقف الأمريكي الثابت، الذي يعتبر الحكم الذاتي هو الحل الوحيد الواقعي لهذا النزاع، يبعث برسائل واضحة إلى الأنظمة التي توظف شعارات حقوق الإنسان بينما تنتهكها بشكل ممنهج. ويشكل عدم التطرق لقضية الصحراء المغربية خلال هذا اللقاء انتصاراً دبلوماسياً إضافياً للمملكة، ويؤكد قوة المرجعيات التي يستند إليها الموقف المغربي.

وسجل باحثون في العلاقات الدولية، أن الطريقة التي واجه بها الرئيس الأمريكي نظيره الجنوب إفريقي تمثل لحظة فارقة في مسار العلاقات الدولية، وتكشف بجلاء التناقضات التي تعيشها جنوب إفريقيا، خاصة فيما يتعلق بخطابها حول حقوق الإنسان ودفاعها المزعوم عن القضايا العادلة، وفي مقدمتها نزاع الصحراء المغربية.

واستحضر مهتمون بالشأن السياسي، أن جنوب إفريقيا ظلت تُسوّق نفسها لسنوات على أنها وريثة لنضالات الزعيم نيلسون مانديلا، وأنها حاملة لمشعل العدالة الانتقالية في القارة؛ غير أن المشهد الأخير في واشنطن وما تضمنه من توبيخ علني وإحراج إعلامي عرى زيف هذا الخطاب، وكشف عن تآكل القيم الديمقراطية التي تدعيها بريتوريا أمام أنظار العالم.

وحسب المصادر عينها، فإن اللقاء شكّل لحظة كشف غير مسبوقة، بعد أن عرضت الإدارة الأمريكية معطيات وصورا توثق لانتهاكات موجهة ضد المزارعين البيض في جنوب إفريقيا؛ وهو ما سحب من حكومة رامافوزا ورقة الأخلاق السياسية، وأفقدها المبادرة في أي سجال مرتبط بالحقوق والحريات، سواء داخل القارة الإفريقية أو في المنتديات الدولية.

وأبرز باحثون أن غياب أية إشارة من الرئيس الجنوب إفريقي إلى ملف الصحراء المغربية خلال هذا اللقاء لم يكن صدفة؛ بل يعكس إدراكا عميقا بحساسية الظرف وسلطة الموقف الأمريكي، الذي يجدد باستمرار دعمه لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، بوصفه الإطار الواقعي الوحيد لتسوية النزاع المفتعل.

وتابع الخبراء أن نظام جنوب إفريقيا، الذي اعتاد الاصطفاف إلى جانب حكام الجزائر والترويج لأطروحات الانفصال، تلقى صدمة سياسية ودبلوماسية في حضرة إدارة لا تتسامح مع الخطابات المزدوجة ولا مع توظيف المبادئ الدولية لخدمة أجندات إيديولوجية أو مواقف عدائية تجاه وحدة أراضي الدول الشريكة.

وترى ذات المصادر، أن هذا التحول المفاجئ في الخطاب داخل الدوائر الغربية، خصوصاً الأمريكية، يمثل فرصة حقيقية للمغرب لتعزيز مشروعية قضيته العادلة، والانطلاق نحو جولة دبلوماسية جديدة تكشف الخلفيات الحقيقية للخطاب الجنوب إفريقي، الذي أصبح متجاوزاً وغير مقنع في ظل المعطيات الدولية الراهنة.

ويؤكد محللون أن اللقاء بين ترامب ورامافوزا قد يشكل بداية العد العكسي لتراجع التأثير الجنوب إفريقي في ملف الصحراء المغربية، ويمنح للمغرب ورقة قوية لتقوية حضوره الإقليمي والدولي، خصوصاً في ظل تنامي الاعتراف الدولي بسيادته على أقاليمه الجنوبية.

السمات ذات صلة

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة