إذا كانت حرارة الصيف قد ارتفعت هذه الأيام في بعض المدن والقرى إلى حوالي خمسين درجة، فإن الحرارة الطبيعية بمنطقة اغبالة بجبال الأطلس المتوسط الواقعة بين إملشيل والقصيبة وبني ملال، فقد فاقت كل التوقعات.
لم يسبق أن اعتقدت إحدى العائلات بمنطقة اغبالة الجبلية أن أحد أبناءها سيتهم يوما بالإرهاب!
ساكنة بسيطة منها الغارق في الفقر والكثير من المعاناة، لم يأكل من عشقهم لقيم الجود والعطاء التي تربوا عليها، مثلما حدث لنا مع جمال الذي تعرفنا عليه في زحمة البحث عن عائلة أوكابير التي يتحدر منها موسى منفذ هجوم برشلونة قبيل بضعة أيام.
جمال الذي أصر أن نبيت عنده ليلة وصولنا إلى المنطقة ليلة أمس، لا يختلف كثيرا عن الساكنة التي تربت على الحب والفرح، هذا على الأقل ما تؤكده مشاهد الخيم المتناثرة هنا وهناك تستعد لاستقبال أعراس الزواج التي تتزامن مع عودة أبناء الجالية من الخارج إلى أرض الوطن.
كل الأجواء الرائعة التي تغظي فضاءات اغبالة المسكينة توقفت للحظة بعد أن نزل الخبر الصادم كقطعة ثلج على جسد ساخن: أحد أبناء المنطقة متهم بعمل إرهابي!!.
لأول مرة تستقط اغبالة على وقع مثل هذا الحدث، وعلى الرغم من أنه مضت بضعة أيام على الإرهاب الذي هز هدوء برشلونة، إلا أن الجميع ما يزال لم يستوعب ما جرى.
الأب سعيد أوكابير وعمه بناصر وبقية الأبناء والحفدة والأشقاء … حتى النساء اللواتي التقيناهن بالقرب من منزل العائلة بمنطقة ملوية على الهضبة المطلة على الطريق الثانوية الرابطة بين اغبالة ومنطقة ملوية حيث مسكن العائلة … الجميع ما يزال تحت هول الصدمة يضربون أخماس في أسداس…
أجواء خاصة ينقلها لكم فريق «فبراير» من عين المكان في ربورطاج خاص، من منطقة اغبالة التي تستعد ساكنتها للخروج إلى الشارع الوحيد بالمنطقة هذا المساء في مسيرة ليست كباقي المسيرات والوقفات التي عاشتها المنطقة في السنوات الأخيرة.
مسيرة المساء تأتي في سياق العمل الإرهابي الذي هز برشلونة، حيث تشعر الساكنة بواجب التضامن مع ضحايا حادث برشلونة، في نفس الوقت الذي يوجد أحد أبناء المنطقة في قفص الاتهام.
انتظرونا في المساء .. بالصوت والصورة.
