قصته وصلت إلى أبعد نقطة في المغرب، بعد أن ظهر في فيديو انتشر كالنار في الهشيم على وسائل التواصل الاجتماعي، كرم منفطع النظير يعطي ولا ينتظر المقابل، ابتسامة عريضة لا تفارق محياه، محمد المكي سفير “تامغرابيت” بجبال تنغير وجه آخر لمغرب عميق يسكن الجبال يقاسي ويكافح ويواجه الحياة لوحده.
رسم محمد أثناء مقابلته للسائحتين الفرنسيتين رغم فقره وقله حاجته، صورة جميلة عن المغرب وطيبوبة المغاربة، تواصله بعفوية بعيدا عن التصنع والمجاملة تعامله بلطف ورقة مع السائحتين طيلة رحلة اكتشافهن جبال تنغير بدون مقابل، ساهم بشكل كبير بعد تداول الفيديو عبر كل بقاع العالم في التعريف بمخزون المغرب كوجهة سياحية عالمية هذه المرة ليس بتضاريسه ولا بفنادق ولا بمناظره الخلابة ولا بمدنه الساحرة بل بكرم ونبل أناسه ولو سكنو الجبال.
محمد الذي يقطن بقرية أيت موسى ويشو بجماعة تيلمي، بإقليم تنغير قرب ورزازات، يمارس حياته اليومية بعيدا عن ضجيج المدينة هو ووالده وأمه وإخوته بخيمة صغيرة في إحدى الجبال بمنطقة تنغير، ويعيش على الرعي منذ أن كان صغيرا حيث قلة الحيلة وقساوة الظروف منعته من ولوج المدرسة .
بعض من المشاهد التي تم نشرها على نطاق واسع، تلك التي يظهر فيها محمد وهو يقدم خبزا للسائحة التي حاولت أن تقدم له بعض النقود مقابل ذلك، لكن محمد رفض لأن الخبز في المغرب يقدم للضيوف بالمجان، هنا يكرس محمد رغم فقره سخاء وكرم وترحيب المغاربة ليقلب الرواية العالقة في أذهان العالم والمتعلقة بمقتل السائحتين الاسكندنافيتين بجبال إمليل رأسا على عقب ويزيل اللثام عن مغرب حقيقي يومن بالتسامح ويرحب بالجميع .
