تجمع سعاد ازعيتراوي الصحافية بالقناة الثانية، بين الأدب والثقافة والسينما ومهنة الصحافة، تنسج خيوط روبورتاجاتها بحبكة كبيرة، تلامس من خلالها كل الأعمار، صنعت لها إسما وازنا داخل أحضان القناة الثانية.
أطلت على المغاربة بصوتها الشجي الماتع، بسرد متفرد لثنايا الصورة، ألف صوتها المتلقي، خلال الشهور الأولى من الإغلاق، حينما كلمت المدن مناجية سكانها، لكي يدوم حبل الوصال.
ولتقريب المشاهد، من صوت سمع صداه، حين اكتفت المدن والمطارات بالصمت، ربطنا الاتصال بسعاد، من أجل تصوير الحوار، فاستقبلت الفكرة بكل ترحاب.
نسقنا اليوم، وتوجهنا صوب “عين السبع”، حيث مقر القناة، بالرغم من انشغالاتها، أكدت السيدة المديرة على ضرورة اصطحابنا لعين المكان.
حرصت الصحافية سعاد، على الاحتفاء بفريق “فبراير”، استقبلتنا في عقر بيتها الثاني”2M”بابتسامة وتقدير كبيرين، وأصرت على الوقوف معنا للتعجيل بالإجراءات.
كدنا نشعر بالحرج وهي تساعدهم في البوابة على تدوين الإسم العائلي والشخصي، ورقم الجواز الصحي وعلى حمل أدوات التصوير.
أبانت عن طيب خلقها، ورقي معاملتها حينما اعتذرت مرارا عن اضطرارنا للمرور، من بروتكول بات ضروريا في نمط حياة جديد في ظل الفيروس.
وفي خضم اللقاء، وهي تحكي لنا عن تجربتها، في تغطية انفجار مرفأ بيروت بلبنان، ركزت سعاد بكل حماس، على ذكر أدق التفاصيل خلال سردها للأحداث، كونها إنسانة مهووسة بأصغر الجزئيات.
وفي حوارنا معها، تقول سعاد إنها، التحقت بالقناة سنة 2005 في أول تجربة مهنية لها في مجال الإعلام.
اشتغلت ازعيتراوي، بمقر القناة المتواجد بالدار البيضاء لمدة سنة، لتلتحق بفرعها الجهوي بعدها بمدينة فاس.
درست شعبة الأدب والعلوم الإنسانية بمدينة مكناس، في تخصص الأدب العربي، امتهنت التعليم بعد فترة التخرج، قبل أن تغرم بصاحبة الجلالة.
دخولها المجال كان بتشجيع من صديق للعائلة، كان ينشر مقالات تكتبها، في مجموعة من الجرائد، بعد أن يقترح عليها تغيير المسار نحو مهنة المتاعب.
تقول سعاد، إن فترة التدريب ضمن خلية دوزيم كانت هي الخطوة التي فتحت الباب لمسيرة دامت 16 سنة .
وتجربتها في مكناس قربتها بشكل كبير، من المواطن وهمومه اليومية، حيث غلب على تغطياتها حينها الشق الإجتماعي.
تحب سعاد عملها وتبدع فيه، حدَّ التعب، وتنقب عن من نسيهم الإعلام، لتنير مجدهم، بشتى الأجناس، من بورتريهات، روبورتاجات وتقارير، عرفت مسارها للوجدان.
وفي الطريق إلى مكان التصوير، بدت كفراشة توزع الإبتسامة والتحايا على زملائها وزميلاتها ومن في الأرجاء، ومن خلال ردود الأفعال، تأكدنا أنها شخص محبوب، وكل من صادفها يرد عليها بتحية أحسن منها.
وصادف حوارنا مفاجأة حضرتها لها زميلاتها بالقناة، وهن يضعن التفاصيل الدقيقة على عيد ميلادها، لامسنا شخصية سعاد المرحة التي تبعت على الاطمئنان.
كتبت فأمتعت، وألقت فأبدعت، هي صحافية رقيقة محبة للأدب، عاشقة لفنون الموسيقى، تركت بصماتها الخاصة وهي تنطق المدن في قلب الجائحة.