باتت ساكنة مدينة مكناس في مواجهة خطر بيئي، غير مسبوق، جراء إفرازات وحدات صناعية محيطة بالمدينة، من الجهة الشرقية على وجه الخصوص، حيث جرى تسجيل مستويات خطيرة من تلوث الهواء بعناصر كيميائية سامة وروائح كريهة.
وفي هذا السياق، قال عصام عبار أستاذ التعليم العالي، وفاعل مدني، ونائب رئيس جمعية “ميدان البساتين”، في تصريح لـ”فبراير”، إن ساكنة حي البساتين بمدينة مكناس، تتعرض لضرر بيئي وصحي، تسببت فيه مقذوفات معمل للمصبرات الغذائية (مربى/ زيت الزيتون/ مركز الطماطم).
وأوضح أستاذ التعليم العالي في تصريحه، أن المعمل الذي تمت توسعته سنة 1998 وإدخاله لوحدات صناعية تخص الزيوت، أضحى يقذف حمما سوداء ودخانا أسود وروائح كريهة يصل مداها الى كامل الحي كما يصل الى عمارات شارع الجيش الملكي المحاذي وأيضا إلى عمارات شارع السعديين.
واسترسل المتحدث ذاته في القول بأن الحمم السوداء والرماد الأسود ينتشر في الأزقة والسطوح ويدخل حتى البيوت، مما يتسبب في صعوبة التنفس وسواد على الملابس والأجساد وحتى على الحيوانات الأليفة.
وأضاف عصام عبار بأن أكبر المتضررين هم ساكنة مجموعات سعادة العيون ولابيطا واليوسفية، حيث أصيب العديد منهم بأمراض الحساسية والعيون بالإضافة إلى أمراض جلدية، صاروا معها زبناء دائمين للصيدليات.
وزاد المتحدث ذاته في تصريحه لـ”فبراير”، بأن المعمل الذي يجاور مدرستين واعداديتين، يشكل تهديدا كبير على البيئة كما على الصحة العامة.
وأشار نائب رئيس جمعية ميدان البساتين، في تصريح لـ”فبراير”، بأن الساكنة تقدمت بطلب ملح إلى السلطات بالمدينة، من أجل الزام المعمل بوضع مصافي “Filtres” على مداخنه.
ولم تتلق، لحدود اليوم، أي جواب أو تدخل، مشيرا إلى أن المعمل لا يساهم في دعم أي نشاط بالحي، رغم تسويقه لصفة “المقاولة المواطنة”.
