تقاطعت عدة تقارير صحفية مساء أمس الإثنين، حول خبر مفاده بأن الملك محمد السادس، سيمثل المغرب بصفة شخصية في القمة العربية المرتقب عقدها في الجزائر نونبر المقبل، بعد أن ألغيت القمة خلال السنتين الماضيتين بسبب جائحة كورونا.
وسيكون حضور الملك، المحتمل، في قمة الجزائر، هو الأول له منذ قمة 2005 والتي عقدت بالجزائر أيضا، حيث كان يقتصر تمثيل المغرب في القمة على الأمير مولاي رشيد أو رئيس الحكومة أو وزير الخارجية أو حتى وزير العدل.
ويعتبر موقف المغرب من العمل العربي المشترك، واضحا وثابتا، تؤكده المقتضيات الدستورية التي تشدد على جهود المغرب في إطار تعزيز الصف العربي والدفاع عن القضايا العادلة المرتبطة بالفضاء العربي، حسب المحلل السياسي ادريس الكريني أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي في كلية الحقوق بجامعة القاضي عياض في مراكش.
وذكر الكريني لموقع “فبراير.كوم”، أن مجموعة من القمم، التي حملت مستجدات مهمة بالنسبة لعدد من القضايا العربية كالقضية الفلسطينية كانت في المغرب.
ورأى الكريني، أن حضور الملك في هذه القمة، لن يكون مفاجئا، لاعتبارات عدة، بالنظر إلى أن المغرب ظل يمارس سياسة اليد الممدودة إلى الجزائر رغم الخطابات والسلوكات المستفزة.
واستطرد الكريني، بأن المغرب دائما ما يمد يده ويطالب الجزائر بفتح الحدود وتفعيل آليات الاتحاد المغاربي وتجاوز منطق القطيعة، وعيا منه بالتحديات التي تعرفه المنطقة المغاربية والعربية.
ويعتقد الكريني، في تصريحاته لـ”فبراير.كوم”، أنه إذا كانت هناك إشارات إيجابية من الجزائر خصوصا على مستوى تحمل المسؤولية وعدم الزج بالنقاشات العربية في متاهات قد تعمق الجرح، ووجود ضمانات من هذا القبيل، فيمكن للمملكة أن تشارك على أعلى مستوى سواء عبر حضور الملك أو حضور شخصية وازنة.
وأشار المحلل السياسي، إلى أن الحضور المحتمل للملك محمد السادس، إشارة إلى الشعب الجزائري مفادها أن المغرب لا يكن أي عداء إلى شعب الجزائر ومصالحه.
ومن ناحية أخرى، يؤكد الكريني، أن تحقق الحضور، سيكون محكا للسلطات الجزائرية لتظهر على حقيقتها، خصوصا أمام الرأي العام الجزائري، بأنها هي من تختار القطيعة وهي من تختار العداوة وهي ما تريد الاشتغال بمنطق الإدارة بالأزمات.
تقرؤون أيضا:
جون أفريك: الملك سيحضر شخصيا القمة العربية بالجزائر
هل تُصلح قمة الجزائر ما أفسده تبون وسعيد في تونس؟..فبراير تُحاور محمد الأسعد عبيد
