اعتبرت صحيفة “فورين بوليسي” الأمريكية، أن حكومة الرئيس التونسي، قيس سعيد، ابتعدت عن الرباط واتجهت نحو الجزائر العاصمة ودعت قادة جبهة البوليساريو إلى تونس.
ورأت الصحيفة في مقال لها، أن موازين القوى في شمال أفريقيا “تتحول”، مشيرة إلى أن نجم الجزائر آخذ في الصعود، بسبب الطلب الأوروبي على غازها الطبيعي، في وقت “تراجع النفوذ المغربي”، وفق المقال.
وذكرت أن قرار سعيد، دعوة إبراهيم غالي إلى مؤتمر تيكاد 8 واستقباله، جاءت ضمن هذا التحول الذي تعرفه المنطقة المغاربية.
وأشارت إلى أنه وعلى مدى عقود، ظلت تونس تنظر إلى الأمام، وحافظت على موقفها الحيادي في ظل تنافس المغرب والجزائر على الهيمنة، بيد أن وصول غالي لتونس، جعل الحياد موضع تساؤل.
وقالت “فورين بوليسي” إن الهدف النهائي لسعيد لا يزال “مسألة تكهنات”، لكن، تستطرد الصحيفة، الجزائر مورد رئيس للطاقة خلال الأزمة الاقتصادية التي لا نهاية لها في تونس على ما يبدو، وداعم صريح لشرعية الرئيس التونسي، ما يؤدي إلى نفوذ جزائري أوسع في تونس.
وأضافت الصحيفة ذاتها، أنه مع ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا، تتمتع الجزائر – ثالث أكبر مورد للغاز لأوروبا ( بعد روسيا والنرويج) والداعم الرئيسية لجبهة البوليساريو بـ”نهضة دبلوماسية”.
وذكرت بأن جميع السياسيين الأوروبيين ووسطاء النفوذ الإقليميين جددوا اهتمامهم بالجزائر، ومن بينهم قيس سعيد، حيث ضمنت زيارته في يوليوز إعادة فتح الحدود البرية ، التي تم إغلاقها قبل عامين لاحتواء انتشار فيروس كورونا، مما سمح للجزائريين بالسفر إلى تونس ودعم صناعة السياحة المنكوبة في تونس.
وتابعت بأن تونس تعتمد أيضًا على الجزائر في الحصول على الغاز الخاص بها، حيث تشتريه بسعر مخفض، فضلاً عن تلقي إيرادات لنقل الغاز الجزائري عبر أراضيها، المتجه إلى جزيرة صقلية الايطالية ثم إلى بقية أوروبا.
ونقلت الصحيفة الامريكية في ذات الصدد، عن رؤوف فرح، المحلل في منظمة Global Initiative ، قوله إن “الحرب في أوكرانيا وتأثيرها على أوروبا من حيث إمدادات الغاز تعيد وضع الجزائر كلاعب مهم في غرب البحر الأبيض المتوسط” .
وأردف أن “الرباط قلقة بشأن هذا أكثر من قدرتها على الحصول على إمدادات الغاز بأسعار تنافسية بعد إغلاق خط أنابيب المغاربي الأوروبي، الذي كان يمد إسبانيا عبر المغرب.”
