الرئيسية / ثقافة و فن / أوريد عن العروي بـ"الموتشو": هجوم على قامة ثقافية أم تكهنات "محاكم التفتيش"؟

أوريد عن العروي بـ"الموتشو": هجوم على قامة ثقافية أم تكهنات "محاكم التفتيش"؟

ثقافة و فن
أنس أكتاو 21 يناير 2023 - 11:30
A+ / A-

أثارت 5 جمل وردت في أحدث إصدارات المفكر والروائي المغربي، حسن أوريد، رواية “الموتشو”، الجدل الواسع لدى عديد من المثقفين والكتاب والمهتمين بالشأن الثقافي بالمغرب.

ورأت مجموعة من الآراء والتعليقات حول الرواية، أن أوريد في الجمل الخمس، “هاجم” عبر شخصية من الشخصيات المتمثلة في الرواية، المفكر المغربي عبد الله العروي، إذ شبهت الشخصية العروي بـ”الأواني الفارغة” في إشارة على قولة الشاعر اللبناني جبران خليل جبران “لا شيء أثقل من أوان فارغة على رؤوس الجائعين”.

وجاء وصف الشخصية الواردة ضمن رواية “الموتشو”، في سياق حكيها عن ما اعتبره ناشر الرواية “مرافعة أدبية لما يعتري العالم العربي، وما يتوزَّعه، وعلاقته بالآخر، منذ الفترة المؤسِّسة، مع حُلْم الوحدة، وما رافقها من انكسار، إلى الربيع العربي، فالأصولية، حتَّى موجة التطبيع”.

وقالت الشخصية، “يتقنون اللغة التي يزعمون الرغبة في الارتقاء بها. كان مثقف مغربي قد كتب في السبعينات كتابا جيدا عن أزمة المثقفين العرب، والإيديولوجيا العربية المعاصرة، وكان بحق مثقفا جديا لا مكان عنده للمعرفة التقريبية، يتحلى بالصرامة العلمية، ولو أنه أضحى هو نفسه معبرا في خريف عمره، عن الأزمة، لأنه لم يعد يقول شيئا سوى أوان فارغة كما في تعبير الشاعر جبران خليل جبران”.

واعتبر الناقد والشاعر الطيب هلو، في تصريحات إعلامية، أن النظر إلى السجال الدائر حول رواية «الموتشو» لحسن أوريد الصادرة مؤخرا يمر عبر مجموعة من الزوايا، منها، أولا طبيعة العمل السردي ومنسوب المباشرة فيه.

 وقال إن ذلك جاء في أفق توقع قارئ الأعمال السردية إذ يجعله ينظر إلى الرواية باعتبارها عملا سرديا تخييليا موازيا للواقع وليس نقلا حرفيا له، كما أن العمل الروائي، بوصفه فنا، يمنح الكاتب فرصة تمرير المواقف والرسائل التي يريد لكن بطريقة فنية تحتاج إلى مجهود من القارئ لكشفها وفهمها، ولا يقدمها بطريقة مباشرة واضحة، كما في المقاطع القليلة التي قام بتسريبها من تمكنوا من قراءة الرواية، خاصة الموقف المباشر الذي عبرت عنه رواية «الموتشو» من المفكر المغربي عبد الله العروي.

ورأى الطيب هلو أن المقطع الذي أثار الجدل “كان حديثا مباشرا من جهة، حيث بدا بشكل واضح وبلا لبس أنه قصف مباشر لقامة فكرية يقدرها الكثير من المثقفين المغاربة هو عبد الله العروي، فلم يشك أحد أنه المقصود بتلك العبارات، حيث وصف بعبارات قاسية من قبيل أنه «صار معبرا في خريف عمره عن الأزمة» وأنه «لم يعد يقول شيئا سوى أوان فارغة» على الرغم مما يبدو من مدح ظاهري له في بداية المقطع بالقول إن العروي «كتب كتابا جيدا» وأنه «كان بحق مثقفا جديا»، حيث رأى الغاضبون فيه انتقاصا من قيمة فكرية كبيرة «قدمت خدمات جليلة للثقافة المغربية» وأنه «تنويري ومفكر كبير»، وأن منتقده لا يرقى إلى قيمته الفكرية”.

ولاحظ الشاعر المغربي بأن النقاش “انحرف عن مناقشة الرواية إلى مناقشة بعض مواقف عبد الله العروي السياسية، بل إن منهم من ذهب ليقارن بين العروي ومحمد عبد الجابري، فصار الكلام الذي تم تسريبه مجرد ذريعة لتصفية حسابات فكرية وسياسية ومطية لها”.

وأكد الطيب هلو على أمر ضروري يتمثل في مدى صحة الحكم على الجدل الدائر، قائلا إن الحديث عن العروي”جاء خلال مقطع بسيط لا يتجاوز خمسة أسطر، على رواية تقع في 430 صفحة، ولم يتم توزيعها على نطاق واسع بعد. فضلا عن أن المقطع يحتمل أنه ورد على لسان إحدى الشخصيات وأنه لا يعبر بالضرورة عن رأي المؤلف، كما قد يدافع كاتب الرواية عن نفسه”.

من جانبه اعتبر الناشط والمدون محمد المساوي أن “هذا التهجم المنفلق من عقاله على حسن أوريد، ينم عن جهل عميق وسوء فهم فظيع لجنس أدبي اسمه الرواية”.

وقال في تدوينة على صفحته بمنصة “فايسبوك” أن الرواية جنس أدبي تخييلي قائم على تعدد الأصوات..من المخجل أن تحاكم كاتباً من خلال اجتزاء كلام فقرة قصيرة من روايته، دون علم بالسياق، ودون علم بالهوية السردية لقائل الكلام المقصود”.

وأضاف قائلا، “في رواية ما، مثلا، نجد شخوصاً متعددة، فقد نجد شخصية العاهرة، والمتدين والملحد والنشال و…عندما سيتحدث الملحد، طبعا سيكون كلامه انكارًا للدين وسخرية من المتدينين، فهل حينها سنهاجم الكاتب ونتهجم عليه بمبرر أنه يسخر من الدين، انطلاقا من كلام مجتزأ من فقرة تتحدث فيها الشخصية الملحدة في الرواية؟”، يتساءل المعلق.

وأشار أيضا إلى أنه و”إن فعلنا ذلك فسنكون حينها بصدد محاكم التفتيش الادبية، مثلما فعلت وتفعل أغلب التيارات الدينية مع الرواية، مثلما فعلوا مع نجيب محفوظ وسلمان رشدي وحيدر حيدر…”.

“ما جاء في رواية الموتشو لأوريد حول عبد الله العروي يجب أن يُقرأ في سياق جنس أدبي مخصوص هو الرواية، ومن العيب أن يتم التعامل معه كما لو أنه جاء في كتاب فكري أو مقالة فكرية تتحدث عن منجز العروي، فبدون احترام حدود أجناس الخطاب سنسقط في ممارسة أساليب محاكم التفتيش”، وفق المساوي.

وكانت رواية “الموتشو” قد صدرت عن “منشورات المتوسط -إيطاليا”، قبل نحو أسبوع، من تأليف حسن أوريد، الكاتب والروائي المغربي، الذي تم تعيينه في يوليوز 1999، ناطقا رسميا باسم القصر الملكي، وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى يونيو 2005.

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة