لطالما اعتبرت الجزائر نفسها ك”مراقب” في نزاع الصحراء، حيث عبرت عن هذا الموقف في كذا مناسبات، وأمام الأمم المتحدة، الأمر الذي يطرح علامات استفهام كبرى، هل فعلا الجارة الشرقية طرف في هذا النزاع؟ وإن لم تكن لماذا يخصص المبعوث الأممي زيارة للجزائر، في كل مرة يزور فيها الصحراء؟
وفي هذا الصدد أجرى موقع “فبراير”، اتصالا هاتفيا مع حسن بلوان، أستاذ باحث في العلاقات الدولية، حيث أوضح أن زيارة ستافان دي ميستورا، المبعوث الاممي، للمغرب وأقاليمه الجنوبية فرصة حقيقية للاطلاع عن كثب على حجم المشاريع التنموية وواقع الحقوق والحريات ونمط العيش الذي ينعم فيها أبناء الصحراء المغربية، رغم سياسة التحريض وإشعال الفتن والتوتر الذي حاولت الجزائر وصنيعتها “البوليساريو” أن تستبق به زيارة دي مي ستورا إلى مدينة العيون.
وبالحديث عن ما سلكته الجارة الشرقية، من أجل التشويش على زيارة دي ميستورا، أشار بلوان أن الجزائر أطلقت أبواقها الإعلامية لمهاجمة المملكة المغربية، والتأثير على هذه الزيارة، مما يؤكد مرة أخرى أن الجزائر طرف مباشر ووحيد في هذا النزاع المفتعل رغم ادعاءاتها الباطلة المروجة، لما وصفها ب “الأسطوانة المشروخة” تدعم الانفصال.
وأكد أستاذ العلاقات الدولية، أن الجزائر ليست طرفا مباشرا في النزاع فحسب، وإنما هي من صنعت “البوليساريو” نكاية في المغرب، وهي من يمول المشروع الإنفصالي من أموال الشعب الجزائري، وقد سخرت جميع أجهزتها ومؤسساتها الداخلية والخارجية لخدمة هذا المشروع الوهمي الذي لا يمكن أن يتحقق في الواقع.
وعرج المتحدث ذاته إلى التذكير بأن المبعوث الأممي كلما زار المنطقة إلا ويفرد زيارة خاصة للجزائر باعتبارها طرفا مباشرا في الصراع، كما أن جميع مضامين قرارات مجلس الأمن تذكر فيها الجارة الشرقية، مرات متعددة كطرف معني بالقضية.
وفي سياق متصل، فند عمر هلال السفير الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، في كذا مناسبات وأمام أعضاء الأمم المتحدة، ما تدعيه الجزائر كونها ليست طرفا في النزاع، معتبرا، أن “مسؤولية الجزائر في النزاع الاقليمي حول الصحراء لا يمكن دحضها بالرغم من نفيها ذلك، مدليا بمزيد من التساؤلات حول مسؤوليات الجزائر في النزاع القائم منذ عقود”.
وكشف في وقت سابق الدبلوماسي المغربي، خلال أشغال الندوة الإقليمية للجنة ال24 لمنطقة الكاريبي، التي عقدت بدومينيكا، أنه بناء على أوامر من الدولة الجزائرية، خرقت “البوليساريو” وقف إطلاق النار منذ نونبر الماضي، موضحا أنه انطلاقا من تندوف تحركت مليشيات “البوليساريو” المسلحة لعرقلة، طيلة أكثر من 3 أسابيع، معبر الكركارات بين المغرب وموريتانيا قبل تحريره نهائيا من قبل القوات المسلحة الملكية.
