حرص الملك محمد السادس الذي اعتاد أن يبعث بالإشارات السياسية القوية، أن يعهد لشقيقه الأمير مولاي رشيد مسؤولية ترؤس مراسيم جنازة عائشة الخطابي نجلة الزعيم الريفي عبد الكريم الخطابي، التي فارقت الحياة أمس على الساعة الرابعة بعد الزوال.
للذين لا يعرفون جزءا من هذه الحقائق التاريخية، لاسيما الجيل الذي عاش أحداث الريف واعتقالات الزفزافي ورفاقه، فإن الملك محمد السادس منذ جلوسه على العرش خص منطقة الريف وأسرة الزعيم الخطابي بعناية خاصة، بل إن ثمة من يتحدث عن علاقة صداقة خاصة جمعت بينه وبين أسرة الزعيم الخطابي. لهذا تابعنا كيف استقبل في القصر عائشة الخطابي وشقيقها سعيد، وكيف كان يخص أسرة الخطابي بتقدير وعناية خاصتين، ولا نحتاج هنا للتذكير كيف بات يخصص جزءا مهما من عطلته الخاصة في الريف، وتحديدا في شاطئ رائع يصله عادة بحرا انطلاقا من إقامته الخاصة في المضيق.
ربما ظلت ألغاز تاوية ومن بينها لماذا لازال قبر الزعيم الخطابي في القاهرة؟ ولماذا لم باءت مفاوضات جلب جثمانه إلى المغرب بالفشل ؟ وأسئلة عديدة، لكن الثابت أن للجالس على العرش عطف خاص نحو أسرة الزعيم الخطابي، لاسيما لابنته عائشة التي كان يعزها كثيرا، خاصة وأن مصاهرتها بأسرة حصار التي تقودنا رأسا إلى شبكة من العلاقات الأسرية والمصاهراتية مع الدكتور الخطيب وآل الكباص والجنرال حسني بنسليمان وآل الفاسي الفهري والعديد من الأسر المخزنية، جعلها ابنة الخطابي ذات الملامح الجميلة والطيبة، الأكثر قربا للمحيط الملكي والأكثر ترددا على البلاط.
رحم الله الفقيدة فقد حملت اسم والدها عن جدارة واستحقاق وحملت خصال وأخلاق ابنة زعيم، وهذا ما يدل عليه خلقها وتواضعها وقربها من الناس وثقافتها الواسعة وبيتها الذي كان مفتوحا باستمرار بالقرب من مقر الوقاية المدنية في عين الذئاب بالدار البيضاء، فوداعا أيتها المرأة الكريمة والرائعة، ولتحمل بناتها وأحفادها جيناتها واسمها بكثير من الفخر والحب.
