توفي وزير الخارجية الأمريكي السابق، هنري كيسنجر، يوم أمس الأربعاء 30 نونبر 2023، عن عمر ناهز 100 عام، وفقا لإعلان صادر عن مؤسسته الاستشارية.
وأكد البيان أن كيسنجر، الذي شغل منصب وزير الخارجية في إدارتي الرئيسين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد، فارق الحياة في منزله بولاية كونيتيكت.
وعرف كيسنجر بدوره الريادي في تعزيز التقارب بين الولايات المتحدة وكل من موسكو وبكين خلال سبعينيات القرن الماضي، كما نال جائزة نوبل للسلام في عام 1973 نظير جهوده السلمية خلال حرب فيتنام، حيث تم تكريمه بالجائزة مشتركة مع الفيتنامي لي دوك ثو.
وولد كيسنجر في ألمانيا عام 1923 وهاجر إلى الولايات المتحدة في عام 1938، حيث حصل على الجنسية الأمريكية في 1943، شغل مناصب دبلوماسية مهمة لعقود طويلة، مساهما في تشكيل النظام العالمي بعد الحرب العالمية الثانية.
وشارك كيسنجر في المجال الأكاديمي وكان مستشارا للسياسة الخارجية في حملات انتخابية لعدة سياسيين أمريكيين، بما في ذلك الرئيس ريتشارد نيكسون، كما تولى منصب مستشار للأمن القومي ثم وزير للخارجية في إدارة نيكسون، حيث استمر في ذلك المنصب حتى نهاية فترة رئاسة جيرالد فورد.
وحتى بعد مغادرته للحكومة، استمر كيسنجر في أن يكون صوتا بارزا في الساحة الدولية، مشاركا في الأنشطة، والندوات والمؤتمرات والتجمعات الدولية.
ترك هنري كيسنجر إرثا هاما في مجال الدبلوماسية الأمريكية، حيث ساهم بشكل كبير في تشكيل السياسة الخارجية للولايات المتحدة في فترة حرجة من تاريخها.
جدير بالذكر، أن كيسنجر، تزامن تاريخ وفاته مع الاحتفال بعيد ميلاده الـ100.
ومن أبرز إنجازاته، الإعداد لزيارة نيسكون إلى الصين في عام 1972. وقد سافر كيسنجر إلى بكين في مهمة سرية للتمهيد لزيارة نيكسون وتطبيع العلاقات. وأصبح هنري يعرف بأنه مهندس إعادة التقارب بين أمريكا والصين.
وناقش كيسنجر معاهدات نزع السلاح واتفاقيات السلام، وأصبح نجما إعلاميا تقريبا. مع ذلك، ترك كيسنجر بصمته في الكثير من الجوانب المثيرة للجدل في السياسة الخارجية الأمريكية.
ويؤثر على إرثه، دوره في القصف السري لكمبوديا والاتهامات المتعلقة بدوره في الانقلاب العسكري في تشيلي عام 1973.
كما أن هناك تساؤلات بشأن ما إذا كان كيسنجر سعى بالفعل لإنهاء الحرب الفيتنامية، أم عمل على إطالتها من أجل زيادة فرص إعادة انتخاب نيكسون.
