الرئيسية / حوارات / رحلة مع جنود برنامج مختفون - عقدين من البحث والأمل

رحلة مع جنود برنامج مختفون - عقدين من البحث والأمل

مختفون- عادل بنموسى
حوارات
فريد أزركي 22 مارس 2024 - 22:00
A+ / A-

استمر برنامج مختفون منذ انطلاقه في تحقيق نسب مشاهدة جيدة، منذ بدايته في عام 2012، فتطور هذا البرنامج ليصبح واحدا من أبرز البرامج في عالم الإعلام، ورغم التحديات التي واجهها، استمر “مختفون” في شد انتباه المشاهدين والحفاظ على برمجة خاصة به.

أسماء عينون، مقدمة ورئيسة تحرير مختفون، تحكي لموقع “فبراير” تجربتها خلال هذا البرنامج والعمل بجانب ثلة من المبدعين الذين اختضوا في تقديم برنامج يلامس قلوب المشاهدين، قائلة في هذا الصدد، “لقد كنت جزءا من رحلة مختفون منذ البداية، وأنا فخورة بأن أكون جزءا من تاريخ هذا البرنامج المميز”.

وأوضحت عينون، أنه من خلال تقديم “مختفون” لتقارير مؤثرة وتحليلات عميقة، نجح البرنامج في إبراز قصص الاختفاء بشكل يلهم المشاهدين ويثير اهتمامهم، وقد لاقى استحسانا كبيرا من الجمهور، الذي وجد فيها مصدرا للتوعية والتأمل في قضايا مهمة.

ومن جهته قال عادل بنموسى، وهو مقدم ورئيس تحرير برنامج “مختفو”ن، إنه منذ انطلاقه في عام 2012، كان البرنامج على راديو دزم ليس مجرد برنامج إذاعي، بل كان مساحة للبحث عن الحقيقة ورصد الظواهر الغامضة وقضايا الاختفاء”.

وكان عادل بن موسى، الذي أُلقي عليه مسؤولية تقديم البرنامج، يحمل في كل حلقة منها بصمته الخاصة ويعكس روح البحث والاستقصاء التي تميزت بها الحلقات.

وتابع بنموسى، من خلال تصريحه لموقع “فبراير”، أن فقرة نداء الأسبوعية، تحمل بصمة خاصة، في قلوب الجمهور المغربي، حيث كانت تُعرض بالتزامن مع برنامج “مختفون”، كما كانت فرصة ينتظرها الجمهور بشغف لمشاركة قصصهم ومعاناتهم، مما أضفى على البرنامج طابعا شخصيا وتفاعليا مع الجمهور.

وأردف بنموسى، قائلا: “بالإضافة إلى ذلك، كانت تجربة العمل في برنامج “مختفون” ليست مجرد فرصة مهنية، بل كانت تجربة عائلية حقيقية. فالفريق الذي اجتمع تحت لواء البرنامج كان كالعائلة، حيث كان التجانس والتعاون الوثيق بين الأعضاء، سواء كانوا من فريق الإعداد أو الصحفيين أو الفريق التقني، جزءاً لا يتجزأ من نجاح البرنامج”.

وفي حواره، أوضح المتحدث أن  برنامج “مختفون” وضع بصمته الخاصة، سواء ممن كانوا من مقدمي البرنامج أو الصحفيين الذين شاركوا بتوثيق وتحليل القضايا المطروحة، وبالرغم من رحيل بعض الأعضاء كخالد أدنون، إلا أن تواجدهم لا يزال حاضرا في ذاكرة البرنامج وفي قلوب الجمهور المخلص.

ومن جهة أخرى، نقلت نوال لعلج، منسقة ومعدة برنامج مختون، من خلال تجاربها، صورة حية عن التحديات التي تواجه الصحفيين أثناء تغطية القصص الإنسانية، حيث يغوصون في أعماق المجتمع ليس فقط كمراقبين بل كجزء من النسيج الاجتماعي الذي يعملون ضمنه. مشددة على أهمية الاستماع إلى الناس وإعطاء صوت لمن لا صوت لهم، بحيث تتحول القصص المروية إلى وسيلة للتغيير والتأثير الاجتماعي.

كما ألقت المتحدثة نفسها،الضوؤ على الدور الأساسي الذي يلعبه الصحفيون في تشكيل الوعي الجمعي، مؤكدة على أن المسؤولية الكبرى تقع على عاتقهم في تقديم الحقائق دون تزييف أو تحريف. ومحذرة من خطورة نشر المعلومات دون التحقق من صحتها، مشيرة إلى أن هذا يمكن أن يضلل الجمهور ويؤثر سلبا على حياة الأفراد والمجتمعات.

وبالعودة لما بدأناه فعندما نتحدث عن برنامج “مختفون”، يتبادر الى الذهن مباشرة الإعلامية أسماء عينون التي استطاعت أن تدخل قلوب المغاربة، سواء كانوا داخل الوطن أو خارجه، بإنسانيتها وتعاطفها وحرصها على بعث الأمل انطلاقا من كلامها في صفوف عائلات المفقودين.

طاقم “فبراير”، رافق أسماء عينون حصريا في كواليس إعداد وإنجاز حلقة جديدة من برنامج “مختفون”، استقبلتنا في قعر القناة الثانية، وحرصت بطيبتها وابتسامتها أن تعرفنا على جميع أفراد الطاقم الذي يشرف على إعداد وإنجاز الحلقة من الألف حتى الياء.

حديثها كالبلسم على الجرح، تسعى من كلماتها أن تكون هادفة، وتقدم كل ما بجعبتها من أفكار ونصائح سواء للمتلقي أو الطاقم الذي يشتغل معها.

انطلقنا وأسماء من قسم المكياج، حيث كانت تقوم بـ”رتوشات”، قبل الالتحاق بالاستوديو من أجل تصوير مقدمة البرنامج، حيث أن سلاستها في التقديم تجعل الطاقم التقني ينجز عمله بأسرع وقت ممكن.

وفي هذا السياق، قالت أسماء عينون في حوارها لـ “فبراير”، إنها كانت مكلفة في بداية التحاقها بالعمل في القناة الثانية سنة 2004 بإنجاز ربورطاجات إخبارية، حيث قضت سنتين.

والتحقت أسماء عينون ببرنامج مختفون سنة 2006، حيث كانت مكلفة أيضا بإنجاز الربورطاجات رفقة الإعلامي عادل بنموسى، الذي كان أنذاك مقدما لنفس برنامج، لتحمل المشعل بعده مباشرة 2012.

وأعربت أسماء عينون عن سعادتها لأن البرنامج ساهم ولطيلة عقدين في لم شمل حوالي 5000 أسرة، بالإضافة إلى معالجة آلاف الملفات، مبرزة أن ذاكرة الجمهور المغربي لن تنسى الفرحة التي أدخلتها لقلوب العائلات.

وقصص كثيرة أثرت في أسماء عينون، ولحدود اللحظة لم تصدق بعضا من تفاصيلها أو المآلات التي يمكن أن تتخذها من حيث الآثار النفسية ووقعها على المشاهد المغربي.

وتتذكر مقدمة برنامج مختفون قصة “كريم الألماني”، التي أثيرت سنة 2018، حيث استطاع أن يجد والده المفقود، بعد خمسين سنة، بالإضافة الى التوأم الذي التقى بعد أزيد من ستين سنة من الفراق.

وعن تقديمها لبرنامج مختفون طيلة 18 سنة وعدم الانتقال لبرنامج آخر، تؤكد أسماء عينون أنه لم يعد برنامجا عاديا بالنسبة لها، وإنما تحول إلى مهمة حياة، مؤكدة أنها تتفاعل مع الأسر وتعيش آلامهم هي والطاقم التقني والصحفي.

للذيم لا يعرفون أسماء عينون، هي أم لطفلين سلمى البالغة من العمر 12 سنة، وسعد البالغ من العمر 15 سنة، تؤكد أنها ليست أما صارمة، وتحاول استخلاص بعض قصص برنامج مختفون حول اختفاء الأطفال، حيث تعمل على التركيز على الحوار والنقاش متفادية فرض رأي واحد، إذ تركز أكثر على الإنصات والتفاهم وخلق مجال للأريحية، بالإضافة الى الثقة القوية التي تجمع بينها وبين ابنيها.

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة