إطلاق تمويل أمريكي للاستثمار بالأقاليم الجنوبية للمملكة

عرفت الأقاليم الجنوبية للمملكة خطوة جديدة نحو تعزيز التنمية الاقتصادية والاستثمارات، بعد إعلان السفارة الأمريكية في الرباط عن إطلاق تمويل لتشجيع الاستثمار في مدينتي الداخلة والعيون، في إطار برنامج “Grants.gov” الذي يعد جزءا من “جدول أعمال إدارة الرئيس” (PMA) المدعوم من الإدارة الأمريكية بقيادة جو بايدن.

وفي تفاصيل هذه المبادرة الاستثمارية، نشرت السفارة الأمريكية على صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك منشورًا أكدت فيه على أن “ما يصل إلى 500 ألف دولار من التمويل مفتوح الآن للمقترحات التي تهدف إلى تعزيز النمو الاقتصادي الشامل” في منطقتي الداخلة والعيون.

وحسب الموقع الرسمي لبرنامج “Grants.gov”، فقد تم تخصيص ميزانية تصل إلى مليون و500 ألف دولار لفائدة الراغبين في الترشح للحصول على تمويلات من أجل الاستثمار في الداخلة والعيون، على أن يكون أعلى سقف للتمويل الواحد هو 500 ألف دولار، والأدنى هو 200 ألف دولار.

ويشمل هذا التمويل جميع المؤهلين الحاملين للجنسية الأمريكية، إضافة إلى الأجانب الذين يمثلون المنظمات غير الربحية والربحية، ومؤسسات التعليم العالي الخاصة، والمنظمات الدولية العامة، علاوة على الشركات الصغيرة ذات الخبرة العملية والإقليمية في مجالات التعليم والتنمية البشرية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وأوضحت الورقة التقنية للبرنامج أن الاقتراحات المقدمة يُفضل أن تشمل المشاريع التي تستهدف الفئات الهشة وذوي الاحتياجات الخاصة، وأن تعمل على خلق فرص الشغل والمساهمة في تقليص الفوارق الطبقية في المنطقة الصحراوية.

يأتي هذا التمويل الأمريكي للصحراء المغربية في إطار الاعتراف الأمريكي بسيادة المملكة المغربية على الإقليم، والذي كان قد وقعته الإدارة الأمريكية السابقة بقيادة دونالد ترامب، وأبقت عليه إدارة بايدن دون أي تراجع في هذا الموقف.

وتشير هذه الخطوة إلى أن واشنطن تواصل تقدمها في مساعي تثبيت دعمها للسيادة المغربية الكاملة على الصحراء، ومن المرتقب أن تشهد الصحراء في السنوات المقبلة العديد من الاستثمارات الأمريكية، لا سيما أن المغرب فتح الباب أمام استقطاب استثمارات هامة في المنطقة لتحسين ظروف حياة السكان.

في الوقت نفسه، يقوم المغرب بضخ استثمارات خاصة في الأقاليم الجنوبية، لتعزيز جاذبيتها الاستثمارية، ومن بين المشاريع الكبرى التي يمضي قدمًا في تنفيذها، هو مشروع تشييد ميناء الداخلة الذي سيكون أحد الموانئ الكبرى على المحيط الأطلسي، للدفع بالعلاقات التجارية بين المغرب وباقي بلدان العالم.

وبهذه الخطوات الاستثمارية المتتالية من الجانبين الأمريكي والمغربي، تبدو الأقاليم الجنوبية، في طريقها لتحقيق نقلة نوعية في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وجذب المزيد من الاستثمارات التي ستساهم في تحسين ظروف معيشة السكان وتوفير فرص العمل، بما يعزز الاستقرار والازدهار في هذه المنطقة الحيوية.