تشهد بلدان أمريكا الشمالية الثلاث كسوف هو الأول من نوعه خلال القرن 21، حيث غطى القمر الشمس بشكل كامل اليوم الإثنين على السواحل الشمالية لمكسيكو، وهو مشهد حبس أنفاس جميع المتابعين، إذ تشهد المدينة أول اكتمال للكسوف من بين المناطق التي تمر فيها هذه الظاهرة.
وابتداءً من المحيط الهادئ، ظهر الكسوف واضحاً على ساحل المكسيك بالقرب من مدينة مازاتلان في حوالي الساعة 11:07 بالتوقيت المحلي (19:07 بتوقيت غرينتش).
ومر ظل القمر عبر الأرض بسرعة 2400 كم/ ساعة – قوساً شمالياً شرقياً عبر ولايتي دورانغو وكواهويلا قبل أن تغرق أجزاء من تكساس وأركنساس والولايات المجاورة في الظلام.
ومع عبور مسار كسوف الشمس الكلي فوق منطقة وسط غرب الولايات المتحدة، حجب القمر الشمس تماماً فوق مدن إنديانابوليس وكليفلاند وبافالو.
وفي حوالي الساعة 03:18 عصراً بتوقيت نيويورك الشرقي (19:18 بتوقيت غرينتش)، وصل الكسوف إلى شلالات نياغرا، حيث تجمع حشد هائل من الناس قد يصل إلى مليون شخصاً لمشاهدة الضباب الناتج عن ظاهرة نادرة أخرى؛ وهي ظهور قوس قزح في نفس اليوم المشمس فوق الشلالات، والذي تحول إلى اللون الوردي تحت الكسوف.
وحسب التوقعات الواردة سيستمر الظل في التوجه إلى شمال شرق البلاد عبر ولاية نيو إنغلاند الأمريكية إلى المقاطعات البحرية في كندا قبل أن يستكمل طريقه إلى المحيط الأطلسي وينتهي حوالي الساعة 20:55 بتوقيت غرينتش.
ويُذكر أن هذا الكسوف هو الأول من نوعه الذي يمر فوق بلدان أمريكا الشمالية الثلاث خلال القرن الحالي، إذ تقام على هامشه أحداث خاصة ومهرجانات بالإضافة إلى حفلات زفاف جماعية في البلدات والمدن عبر المسار الذي يسلكه كسوف الشمس الكلي.
وفي الولايات المتحدة، تستضيف وكالة الفضاء الأمريكية ناسا سلسلة من التجمعات، بما في ذلك عرض في دالاس في ملعب فير بارك كوتون باول حيث يشارك في هذا الحدث عالم الفيزياء الفلكية الأمريكي الشهير نيل ديغراس تايسون كمتحدث ضيف.
ومن المتوقع أن يكتظ ملعب كرة القدم الأمريكية في كاربونديل بولاية إلينوي بحشود من الراغبين في مشاهدة هذه الظاهرة الطبيعية النادرة، إذ يتقاطع مسار الكسوف مع مسار آخر كسوف للشمس شهدته الولايات المتحدة في 2017.
وسوف يكون الطقس هو العامل الأكثر أهمية وراء جودة مشاهدة كسوف الشمس الكلي على الأرض.
وفي أحدث توقعاتها للكسوف الأحد الماضي، حذرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية الأمريكية من ظروف جوية محتملة قد تتضمن أمطاراً غزيرة وأعاصير وبرد شديد، مما قد يؤثر على السفر في تكساس والولايات المجاورة. ومن المتوقع أيضاَ ألا تتوافر رؤية واضحة للكسوف في سان أنطونيو بسبب سحب كثيفة.
وتُحجب الشمس جزئياً حتى على بعد آلاف الأميال من الكسوف الكلي، لكن الأحداث الأكثر إثارة يشاهدها أولئك الموجودون في المسار المباشر لهذه الظاهرة. وتشهد بعض المواقع الكسوف الكلي لحوالي أربع دقائق ونصف.
ويحجب القمر الشمس بالكامل، ولن يظهر سوى الإكليل – الغلاف الجوي الخارجي اللامع لها. كما يتوقع أن تنخفض درجة الحرارة وقد تتغير أنماط الرياح وتكوينات السحب أيضاً. وقد تنخدع بعض الحيوانات لتظن أن النهار قد تحول إلى ليل، كما قد تظهر النجوم والكواكب في السماء أثناء النهار.
ومن المتوقع أيضاَ أن يستغل علماء هذه الفرصة أثناء الكسوف الكلي في إجراء تجارب، وإطلاق صواريخ إلى السماء، وملاحظة سلوك الحيوانات ودراسة الإكليل.