يُعتبر فن “الحلقة” أو فرجة الحكاية من أبرز الفنون الشعبية المغربية الأصيلة التي تجسد الهوية الثقافية للمملكة. إنه تراث حي ممتد جذوره في أعماق تاريخ المجتمع المغربي، يروي حكاياته الشفوية ويرسم ملامح حضارته بأسلوب شيق وممتع.
وفي لقاء مع موقع “فبراير”، أكد مدير قصر الثقافة والفنون بطنجة، رشيد أمحجور على أهمية هذا الفن وضرورة رعايته ودعمه، مشيرًا إلى أن “فرجة الحلقة” تروج للثقافة والثقافات المغربية بامتياز، حيث يجتمع الجمهور في الساحات والأسواق العمومية متلذذًا باستماع الحكايات من الحكواتي أو المؤدي.وأضاف المتحدث نفسه، أن “الحكواتي يتميز بمهارات متعددة تتجاوز حتى مهارات الممثلين في المسرح والسينما، حيث يجمع بين التمثيل والموسيقى والرقص والحكي، بالإضافة إلى مهارات تشخيصية عالية تنقل المتلقي إلى عوالم الحكاية”.
لكن للأسف، يضيف المتحدث، “يعاني هذا الفن الشعبي الأصيل من الإهمال وغياب الدعم الرسمي على الرغم من أهميته الثقافية والتراثية. ولهذا، يدعو أمحجوب إلى ضرورة إنشاء مؤسسات تكوينية لتدريس هذا الفن وتأهيل الشباب فيه منذ المراحل الدراسية المبكرة سواء في المدارس أو مؤسسات التكوين الفني في الأداء.”.
كما حث على دعم “فرجة الحلقة” لتعود إلى الساحات والأسواق العمومية، ما سيساهم في ترويج السياحة الداخلية والخارجية، معتبرًا أن هذا الفن المغربي الأصيل يجب الافتخار به والمحافظة عليه وصونه.
وأكد أن “المغرب بلد غني بالثقافة والفنون، ويجب علينا إعطاء القيمة التي تستحقها لمثل هذه الممارسات الثقافية والفنية، ودعم الشباب وتشجيعهم على التعاطي معها”.
ودعا أمحجوب إلى رعاية هذا الفن وتقديم الدعم للشباب المغربي لإحيائه وممارسته باللغات المختلفة مثل الفرنسية والإنجليزية والإسبانية، بالإضافة إلى اللغة العربية والأمازيغية، مؤكدًا أن هذا سيسهم في إغناء الساحة الثقافية والفنية المغربية.
يبقى فن “الحلقة” جوهرة مغربية تراثية تستحق كل الرعاية والاحتفاء، فهو يعكس الهوية الثقافية الأصيلة للمغرب ويحمل في طياته تاريخاً عريقاً من الحكايات الشفوية. ولا يمكن السماح بإهمال هذا الفن أو تهميشه، بل يجب العمل على دعمه ونشره وإنشاء مؤسسات تكوينية لضمان استمراره عبر الأجيال القادمة.
