تحدث المخرج المغربي أبو الطيب بوحنانة عن تجربته في إخراج فيلمه الجديد “صحاري سلم وسعى”، وعن واقع السينما في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية.
وأوضح المخرج والمنتج بوحنانة، أن فيلمه الجديد مستوحى من واقع العائلات الصحراوية التي عانت من التفرقة في السبعينيات. وقال: “العديد من الأسر في الأقاليم الجنوبية لديهم أحد أفراد العائلة، سواء كان أخًا أو عمًا أو ابن عم أو خالًا، موجود في مخيمات تندوف. هذه مسألة طبيعية كنا نتحدث عنها والأسر بأكملها تتحدث عنها”.
وأضاف المخرج أن قصة فيلمه مستوحاة من تجربة عائلته الشخصية، حيث افترق والده وإخوته بسبب هذه المشكلة.
وأشار إلى أن بعض أعمامه اختاروا المغرب، بينما اختار آخرون الذهاب إلى مخيمات تندوف، وفضّل أحدهم العيش في الصحراء الموريتانية.
وعن تحديات كتابة السيناريو، قال بوحنانة: “في البداية كنت أتساءل إن كان بإمكاني قول هذا الكلام وعرضه. طرحت على نفسي هذه الأسئلة، لكنني كنت أحاول أن أكون وفيًا للأحداث”.
وأكد أنه حاول أن يكون منصفا في تصوير وجهات النظر المختلفة، بما في ذلك الشخصيات التي اختارت الذهاب إلى المخيمات.
وأشاد المخرج بالحرية التي منحها له المركز السينمائي المغربي، حيث قبل السيناريو دون أي خطوط حمراء أو تعديلات. وعلق قائلاً: “هذا يبين أننا وصلنا في بلدنا إلى مرحلة من الحرية والنضج، حيث يمكننا التحدث عن هذه المواضيع بهذه الطريقة وبهذه الحرية”.
وعن رسالة الفيلم، أوضح حنانة أنها تتمحور حول حلم لم شمل العائلات المنقسمة.
وقال: “هذا هو حلم جميع الناس في الأقاليم الجنوبية، أن يتم لم شملهم. وهذه هي النقطة التي حاولت إيصالها من خلال الفيلم”.
وتطرق المخرج إلى واقع السينما في الأقاليم الجنوبية، مشيرًا إلى أنه مجال جديد بدأ فعليًا مع انطلاق تلفزة العيون عام 2004. وأضاف أن إنشاء صندوق الدعم بمبادرة من الملك محمد السادس أعطى دفعة كبيرة للقطاع السمعي البصري في المنطقة.
وختم بوحنانة حديثه بالإشارة إلى أن فيلمه “صحاري سلم وسعى” هو التجربة السينمائية الثانية في الأقاليم الجنوبية، بعد فيلم “آراي الظلمة” الذي صدر عام 2014. وكشف عن وجود فيلم ثالث قيد الإنتاج في مدينة الداخلة.
