كان خالص جلبي طبيبا سوريا يحلم بممارسة مهنته والعيش بكرامة، لكن أحلامه تبددت عندما تحول نظام البعث في سوريا إلى انقلاب عسكري طائفي. حسب ما كشف عنه خلال حواره مع موقع “فبراير”.
يروي جلبي في ذات الحوار، كيف سيطرت مجموعة صغيرة من الضباط على مفاصل الحكم في سوريا، ووصف ذلك بقوله “قشر البصل” حيث كان هناك في المركز خمسة ضباط طائفيين يتآمرون ويتصارعون فيما بينهم.
وحسب ما كشف عنها المفكر، فقد عاش هو وأهله في ظل هذا النظام “جيل اللعنة” كما وصفه، حيث شهدوا الكثير من القمع والظلم.
كماتعرض جلبي، حسب ما أفاد به، لأربع اعتقالات في عهد النظام السوري بسبب انتمائه الطائفي.
عندما جاء الربيع العربي في 2011، أمل جلبي بتغيير الأوضاع، لكن سرعان ما خاب أمله عندما بدأ النظام بقمع المظاهرات بوحشية.
وقرر جلبي حينها مغادرة سوريا والبحث عن حياة أفضل في الخارج لعائلته. لكن رحلته في البحث عن فرصة عمل كطبيب كانت حافلة بالمعاناة والصعوبات. فقد ذهب إلى ألمانيا أولا، حيث واجه صعوبات في التأقلم وتعلم اللغة الألمانية الخشنة بحسب قوله.
توالت السنون، وحاول جلبي الاستقرار في كندا، لكن السوق الطبية هناك كانت مغلقة أمام اللاجئين والمهاجرين.
وتابع المفكر السوري، موضحا المعاملة السيئة التي تلقاها من الموظفين الكنديين، حيث طُلب منه إعادة جميع شهاداته من البداية، وهو ما يستغرق سنوات عديدة.
كما يصف محاولته اليائسة للوصول إلى مقابلة مع وزير الصحة في المغرب، والتي باءت بالفشل أيضا.
واختتم جلبي حديثه بالقول إنه “بعد أن خسر وطنه سوريا، لم يبقَ أمامه سوى البحث عن لقمة العيش بأي طريقة، حتى لو كانت على حساب كرامته ومكانته كطبيب”. فاضطر للعمل مع “أشد الناس كفراً ونفاقاً” كما وصفهم، من أجل إعالة عائلته المكونة من زوجته واولاده الستة.
