تشهد الساحة السياسية الفرنسية تحولات مهمة، مما يثير تساؤلات حول مستقبل العلاقات الفرنسية-المغربية في حال صعود اليمين المتطرف إلى السلطة.
فرغم الانتقادات التي وجهها هذا التيار لسياسات الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون تجاه المغرب، يبقى المشهد المستقبلي للعلاقات بين البلدين غير واضح المعالم.
ويرى بعض المراقبين أن المواقف الإيجابية التي عبر عنها اليمين المتطرف تجاه المغرب قد تكون جزءا من خطاب انتخابي، مما يجعل التنبؤ بطبيعة العلاقات المستقبلية أمرا صعبا. ومع ذلك، يرجح محللون آخرون أن صعود اليمين المتطرف لن يشكل إزعاجا للمملكة المغربية، مستندين في ذلك إلى التجارب السابقة.
وفي هذا السياق، أيضا يؤكد خبراء الروابط الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية العميقة بين البلدين. ويرون أن خروج اليمين المتطرف عن نهج ماكرون في التعامل مع المغرب يعكس وجود رؤى استراتيجية مختلفة لدى الأحزاب السياسية الفرنسية.
ويشدد خبراء على المكانة المحورية للمغرب في السياسة الخارجية الفرنسية، مؤكدين أن باريس تبني علاقاتها مع الرباط على أساس المصداقية والثقة المتبادلة. مشيرين إلى حكمة المغرب في التعامل مع الأزمات التي تقع بين البلدين.
وفيما يخص موقف اليمين المتطرف الإيجابي تجاه المغرب، يعزو كحللون ذلك إلى التاريخ المشترك بين البلدين، فضلاً عن الموقع الاستراتيجي للمغرب كبوابة لأوروبا نحو إفريقيا.
هذا وتبقى قضية الصحراء المغربية عاملا رئيسيا في تحديد مستقبل العلاقات بين البلدين، حيث ينتظر مراقبون مواقف اليمين المتطرف من هذه القضية في حال وصوله إلى السلطة.
ومن جهة أخرى، تصدر حزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف وحلفاؤه نتائج الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية المبكرة في فرنسا، حاصدا أكثر من 34% من الأصوات، بحسب تقديرات أولية وسط مشاركة قياسية في الاقتراع منذ عقود.
وتقدم اليمين المتطرف على تحالف اليسار أو “الجبهة الشعبية الوطنية” (ما بين 28.5 و29.1%) وكذلك معسكر الرئيس إيمانويل ماكرون (20.5 إلى 21.5%)، وفق هذه التقديرات.
وقد ينال التجمع الوطني غالبية نسبية كبيرة في الجمعية الوطنية (البرلمان) وربما غالبية مطلقة وفق توقعات 3 مراكز.
وقالت وزارة الداخلية الفرنسية إن نسبة المشاركة بلغت قرابة 60% حتى الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي، فيما يستمر التصويت حتى الساعة السادسة مساء في أغلب مراكز الاقتراع والثامنة مساء في المدن الكبرى ومن بينها العاصمة باريس.
