في لقاء خاص على هامش مهرجان الصويرة، كشف الروائي المغربي المقيم في إسبانيا، أمرابط، عن رؤيته العميقة للكتابة والهوية والثقافة.
بدأ أمرابط حديثه قائلاً: “أنا روائي وأكثر من ذلك، أنا قصاص. مهمتي هي رواية القصص. إنها الطريقة الوحيدة التي أعرف بها ترتيب أفكاري وفهم الواقع الذي أعيش فيه، وفهم تاريخي والمستقبل المحيط بي.”
وأضاف الكاتب أن الأدب المغربي لا يزال غير معروف بشكل كاف في إسبانيا والبرتغال. وقال: “في إسبانيا، هناك بعض المعرفة بالأدب المغربي، لكنها محدودة. أما في البرتغال، فربما يعرفون اسمين أو ثلاثة فقط. وبالمثل، الأدب البرتغالي غير معروف كثيراً في المغرب.” ودعا إلى مزيد من الترجمات وتبادل الكتب والفنون بين هذه البلدان، معتبراً أن كرة القدم فرصة للتقارب الثقافي.
وعن هويته المتعددة، صرح أمرابط: “أنا ضد مفهوم الهوية الثابتة. الهوية بالنسبة لي مثل الأفق، كلما اقتربت منه ابتعد. العلاقة مع الريفية أو المغربية أو الإسبانية ليست مشكلة بالنسبة لي. قد أكون ريفياً في الصباح إذا أفطرت جيداً، مغربياً في المساء، وإسبانياً في الليل. لا أطرح على نفسي هذا السؤال أبداً.”
وأشار الروائي إلى أهمية الطعام في رواياته وفي الثقافة بشكل عام. وقال: “أعتقد أن الطعام يجمع بين البرتغال وإسبانيا والمغرب أكثر من كرة القدم. العلاقة مع الطعام وطريقة تناوله أكثر إنسانية من كرة القدم بالنسبة لي.”
وعن مسيرته الأدبية، كشف أمرابط أن روايته الأخيرة تدور حول خباز يستمع إلى الموسيقى الكلاسيكية أثناء عمله، مما يجعل خبزه الأفضل في الحي. وأضاف أن الرواية تحمل عنوان “قطعة أرضية مهجورة” باللغة العربية، وهو اقتراح من الكاتب الطاهر بن جلون.
وعن انطباعه عن الصويرة في زيارته الأولى، قال أمرابط: “أعجبتني المدينة كثيراً. إنها صغيرة وتشبه الحسيمة. ما أعجبني أيضاً هو كيف احتضن سكان المدينة بأكملها روح المهرجان. تشعر بهذه الروح في الشوارع والمقاهي.”
ختم أمرابط حديثه بالتأكيد على أهمية التبادل الثقافي بين المغرب وإسبانيا والبرتغال، معتبراً أن الأدب والفن والطعام هي جسور للتواصل وفهم الآخر.
