كشف المفكر المغربي طه عبد الرحمن، عن فحوى كتابه الجديد الذي عنونه بـ” فلسفة السيرة: الأساس الأخلاقي”، وقال إنه تناول السيرة النبوية من منظور فلسفي.
وأوضح في معرض تقييمه لكتابه الذي اكتملت طباعته الأربعاء ولم يصل إلى رفوف المكتبات بعد، وذلك خلال برنامج حواري أقيم في مكتبة الأمة بالعاصمة التركية أنقرة، أن الطبيعة البشرية محدودة وبسبب هذا القيد لا يمكن فهم السيرة إلا بطرق معينة.
وبيّن المفكر طه عبد الرحمن أن السيرة النبوية تتم مناقشتها بنفس الطريقة التي يتناولها المحدثون والفقهاء والمؤرخون، وتساءل: “لماذا لا تكون هناك طريقة أخرى للاستفادة من السيرة النبوية؟”، مبرزا أنه سلك طريقا غير منهج المحدثين والمؤرخين.
وأكد أن “السيرة هي في الأساس أخلاق، ومجموعة من القيم، ولهذا السبب أخذت على عاتقي أن أتناول السيرة النبوية من منظور فلسفي”.
ويرى عبد الرحمن أن بعض الأحداث في حياة النبي يجب أن يُنظر إليها على أنها “آية تستحق القراءة” بدل النظر إليها على أنها “وقائع وظواهر”، مردفا “نبوة النبي محمد عبارة عن رسالة أخلاقية”.
يشار إلى أن عبد الرحمن أستاذ في المنطق وفلسفة اللغة والأخلاق، ويزور تركيا حاليا، ويشارك في ندوات ومحاضرات تشهد حضورا متميزا من الأتراك طلابا وأكاديميين وشخصيات سياسية.
ويذكر أن طه عبد الرحمان كان قد أصدر العديد من المؤلفات من بينها كتاب اللغة والفلسفة – رسالة في البنيات اللغوية لمبحث الوجود،إلى جانب مؤلفه رسالة في منطق الاستدلال الحجاجي والطبيعي ونماذجه، وكتابه المنطق والنحو الصوري، وفي أصول الحوار وتجديد علم الكلام، والعمل الديني وتجديد العقل، وكتاب تجديد المنهج في تقويم التراث.
كما أصدر سنة 1996 مجلده فقه الفلسفة خصص جزء منه للفلسفة والترجمة والجزء الثاني للقول الفلسفي، إلى جانب كتاب اللسان والميزان أو التكوثر العقلي، وسؤال الأخلاق. مساهمة في النقد الأخلاقي للحداثة الغربية، ومؤلف حوارات من أجل المستقبل، والحق العربي في الاختلاف الفلسفي، والحق الإسلامي في الاختلاف الفكري.
كما تطرق طه عبد الرحمان في مؤلف أخر إلى مفهوم روح الحداثة، المدخل إلى تأسيس الحداثة الإسلامية، والحداثة والمقاومة، وسؤال العملبحث عن الأصول العملية في الفكر والعلم، ورُوح الدين، من ضيق العَلمانية إلى سعة الائتمانية، ومؤلف الحوار أُفُقًا للفكر.