حلت الذكرى الـ45 لاسترجاع إقليم وادي الذهب، في ظل تنامي الدعم الدولي للموقف المغربي بشأن قضية الصحراء، وتأتي هذه الذكرى في سياق دبلوماسي إيجابي للمملكة، حيث شهدت الأشهر الأخيرة تطورات هامة على صعيد الاعترافات الدولية بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.
فقد أعلنت فرنسا مؤخراً دعمها الرسمي لسيادة المغرب على الصحراء، في خطوة اعتبرها مراقبون تحولاً مهماً في الموقف الفرنسي، كما أبدت دول أوروبية أخرى، مثل فنلندا وبريطانيا، مواقف إيجابية تجاه مقترح الحكم الذاتي المغربي.
هذه المواقف تضاف إلى الاعترافات الصريحة التي سبق أن حصل عليها المغرب من إسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية، فضلا عن عدد من الدول الإفريقية ذات الثقل السياسي.
وتعكس هذه التطورات نجاح الدبلوماسية المغربية في كسب التأييد الدولي لموقفها في قضية الصحراء، فقد نجحت المملكة في تقديم مقترح الحكم الذاتي كحل واقعي وعملي للنزاع، مما أدى إلى تزايد الدعم الدولي لهذا المقترح.
ويرى خبراء في العلاقات الدولية أن المغرب استطاع، بفضل رؤية متبصرة، الانتقال بقضية الصحراء من مستوى إلى آخر، حتى أصبحت قضية منتهية عمليا وواقعيا، مشيرين إلى أن الدول المؤثرة عالميا، بما فيها الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، لم تعد تساند الطرح الانفصالي.
وتجدر الإشارة إلى أن المغرب يواصل جهوده الدبلوماسية لكسب المزيد من الاعترافات وفتح المزيد من التمثيليات الدبلوماسية في الأقاليم الجنوبية، كما يعمل على تعزيز التنمية المستدامة في هذه المناطق، مما يساهم في تقوية الروابط بين سكان الأقاليم الجنوبية والعرش العرش العلوي المجيد.
وفي ظل هذه التطورات الإيجابية، يرى مراقبون أن الاحتفال بذكرى استرجاع وادي الذهب يكتسي أهمية خاصة هذا العام، فهو يأتي ليؤكد من جديد على التلاحم بين أبناء الأقاليم الجنوبية والعرش العلوي المجيد، وليسلط الضوء على المكاسب الدبلوماسية التي حققتها المملكة في السنوات الأخيرة.
ورغم محاولات بعض الأطراف الإقليمية للتشويش على الموقف المغربي، إلا أن المجتمع الدولي أصبح أكثر وعياً بحقيقة النزاع وبالدور الإيجابي الذي يلعبه المغرب في المنطقة.
للإشارة، يتوقع مراقبون أن تشهد الفترة المقبلة المزيد من التطورات الإيجابية لصالح الموقف المغربي، مما قد يمهد الطريق نحو حل نهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
