الرئيسية / حوارات / من السلاح إلى القلم.. "فبراير" تستنطق شاهدا على عصر "سنوات الرصاص" بالمغرب

من السلاح إلى القلم.. "فبراير" تستنطق شاهدا على عصر "سنوات الرصاص" بالمغرب

"لوما"
حوارات
فبراير.كوم 08 سبتمبر 2024 - 15:00
A+ / A-

في حلقة استثنائية، تستضيف “فبراير.كوم” شخصية فريدة جمعت بين عوالم متعددة ومتناقضة في آن واحد. ضيفنا هو رجل متعدد المواهب والخبرات، باحث وأستاذ جامعي، مناضل سياسي وعسكري سابق، ومؤرخ شغوف بتوثيق الذاكرة الوطنية.

إنه محمد لوما، الذي قطع رحلة حياة حافلة بدأت من سهول سوس في جنوب المغرب، مرورًا بقاعات الدراسة في الدار البيضاء، وصولًا إلى ساحات التدريب العسكري في سوريا، لينتهي به المطاف مؤرخًا يسعى جاهدًا لحفظ ذاكرة وطن.

خريج مدرستين متناقضتين – المدرسة الحربية السورية والمدرسة الوطنية للإدارة العمومية – يقف أمامنا اليوم ليروي قصة نضال وتوثيق امتدت لعقود. من صفوف الاتحاد الوطني للقوات الشعبية إلى التنظيم الثوري السري المسلح، ومن هناك إلى جانب الحركة الفلسطينية، ليعود في النهاية إلى وطنه حاملًا هم الأرشفة والتوثيق.

في هذا اللقاء، سنسلط الضوء على مسيرة هذا الرجل الاستثنائي، ونستكشف معه تحديات توثيق الذاكرة السياسية المغربية في زمن وصفه بـ”الرصاصي”. كيف استطاع أن يحفظ ذاكرة كانت على وشك التلاشي؟ وما هي الصعوبات التي واجهها في رحلته لتوثيق تاريخ الثورات والانقلابات في المغرب منذ الاستقلال وحتى يومنا هذا؟

كشف محمد لوما عن تفاصيل مسيرته النضالية والسياسية التي امتدت لعقود، مسلطًا الضوء على فترات هامة من تاريخ المغرب المعاصر.
وقدم لوما شهادة حية عن تجربته الشخصية التي تزامنت مع أحداث تاريخية مفصلية في المغرب والعالم العربي.

سرد لوما قصته من طفولته في أواخر الأربعينيات، حيث نشأ في منطقة سوس جنوب المغرب إبان فترة الاستعمار الفرنسي. وصف المناضل كيف أثرت مشاهد الظلم الاجتماعي والتعسف الاستعماري في تكوين وعيه السياسي المبكر. وأشار إلى أن عائلته كانت تنتمي للتيار الاستقلالي، مما ساهم في تشكيل توجهاته السياسية الأولى.

مع بداية الستينيات، انضم المناضل، وهو لا يزال طالبًا، إلى صفوف الاتحاد الوطني للقوات الشعبية (UNFP). وفي عام 1965، وهو في الثامنة عشرة من عمره، اتخذ خطوة جريئة بالانضمام إلى تنظيم سري مسلح بقيادة الفقيه البصري، وهي خطوة عكست تصاعد النشاط الثوري في المغرب آنذاك.

شكل انتقال لوما إلى الجزائر ثم سوريا نقطة تحول في مساره. في سوريا، تلقى تدريبًا عسكريًا مكثفًا، وانخرط في شبكة واسعة من العلاقات مع الحركات القومية العربية واليسارية. هذه الفترة، كما يصفها، كانت بمثابة مدرسة سياسية وفكرية، حيث تعرف على أفكار وأيديولوجيات متنوعة، من البعث إلى الناصرية والماركسية.

خلال وجوده في سوريا، ربط لوما علاقات وثيقة مع قيادات فلسطينية بارزة، بما في ذلك جورج حبش. هذه العلاقات عمقت فهمه للقضية الفلسطينية وأثرت في توجهاته السياسية.

مع مرور السنين، تحول اهتمام لوما نحو توثيق التاريخ. وشدد في حديثه على أهمية توثيق الفترة من 1955 إلى 1962 في تاريخ المغرب، معتبرًا إياها فترة مفصلية غالبًا ما يتم تجاهلها في الكتابات التاريخية. وأكد على جهوده المستمرة في جمع الوثائق والحفاظ على السجل التاريخي لمختلف الشخصيات والأحداث السياسية من تلك الحقبة.

كشف لوما عن التطور الفكري الذي مر به، مشيرًا إلى التوترات التي نشأت بينه وبين قيادة الفقيه البصري مع اتساع أفقه الفكري. هذا التطور، كما يقول، كان نتيجة للقراءات المكثفة والاحتكاك بتيارات فكرية متنوعة خلال تجربته في سوريا وغيرها.

في ختام حديثه، وجه لوما نداءً للباحثين والمؤرخين لإيلاء اهتمام أكبر بتوثيق فترة الخمسينيات والستينيات من تاريخ المغرب. وأكد على ضرورة إجراء أبحاث جادة لسد الفجوات في السرد التاريخي ومواجهة محاولات تشويه التاريخ.

السمات ذات صلة

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة