يبدو أن الطرح الانفصالي للبوليساريو ماض في التفكك والاضمحلال، بعد رفض جماعي لحضوره في قمة منتدى التعاون الإفريقي الصيني وقمم أخرى سابقة، نظرا إلى أنه لا يرقى إلى مستوى دولة قائمة الذات وغير معترف بها من طرف الأمم المتحدة؛ بل هي مجرد ميليشيات مسلحة تستخدمها الجزائر لنشر عدم الاستقرار والتوتر في المنطقة.
وفي هذا الصدد؛ قال محمد الطيار، خبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، إن “جميع دول العالم الوازنة تعلم علم اليقين أن تواجد البوليساريو في الاتحاد الإفريقي يشكل عائقا كبيرا أمام بناء أي شراكة اقتصادية حقيقية بين إفريقيا وباقي بلدان العالم”.
وزاد الطيار، وفق تصريح له خص به موقع “فبراير.كوم”، أن “موعد طرد البوليساريو من مقر الاتحاد الإفريقي لم يعد بعيدا، على اعتبار أن أغلب دول ‘القارة السمراء’ أصبحت تعي جيدا أن تطوير علاقاتها الخارجية مع مختلف دول العالم لم يعد يتقبل بتاتا تواجد البوليساريو”.
وربط الخبير نفسه “ما تعيشه البوليساريو اليوم بالأوضاع الداخلية للنظام الجزائري، الذي أصبح يعيش عزلة خانقة إقليما ودوليا، بعدما انكشفت أكاذيبه أمام أنظار العالم”، مبرزا أن “علاقته متوترة مع كل محيطه الإقليمي المباشر. كما أن دعمه للإرهاب ورعايته له أصبح أمرا مكشوفا”، موردا أن “الأزمة الاقتصادية وانسداد الأفق السياسي على المستوى الداخلي لـ’الجارة الشرقية’ أثّر أيضا على البوليساريو داخليا وعلى وضعها بشكل عام”.
“إن التنظيم الانفصالي يعيش حاليا انهيارا وتسيبا أمنيا خطيرا، خاصة بعد ظهور أجيال جديدة ترفض الانصياع لأجندة النظام العسكري الجزائري والكيان الوهمي، ولم تعد تنطلي عليها الأكاذيب المؤسسة للطرح الانفصالي، وتستعجل وضع حد لمعاناة المحتجزين بمخيمات تندوف، خاصة مع بروز وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، التي كان لها دور مهم في فضح الدعاية الجزائرية والانفصالية”، يشرح الطيار.
هذا وأضاف المصدر المذكور أن “المغرب، في المقابل، عرف نهضة واسعة على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية؛ بل بات يفرض نفسه على مستوى التوازنات الدولية كمركز سياسي واقتصادي في إفريقيا، وكقوة إقليمية لها مصداقية وموثوقية في جميع المجالات”.
تجدر الإشارة إلى أن رئيس الحكومة عزيز أخنوش حلّ، أول أمس اليوم الأربعاء، في بكين لتمثيل الملك محمد السادس في قمة منتدى التعاون الصيني-الإفريقي، التي انعقدت من 4 إلى 6 شتنبر الجاري، بحضور وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، والوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية محسن الجزولي.
