افتتحت اليوم في جنيف أعمال الدورة العادية الـ 57 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، برئاسة المغرب. وقد ترأس السفير عمر زنيبر، الممثل الدائم للمغرب لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف والرئيس الحالي للمجلس لعام 2024، الجلسة الافتتاحية، حيث استعرض جدول أعمال الدورة وتناول القضايا التنظيمية والإجرائية قبل أن يعلن افتتاح الدورة رسميًا.
من جانبه، قدّم المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، تحديثًا لتقريره السنوي حول حالة حقوق الإنسان في العالم. وسيكون هذا التقرير موضوع مناقشات عامة يومي الثلاثاء والأربعاء، حيث يعرض نظرة شاملة على الأوضاع الحقوقية في مختلف المناطق التي تشهد اضطرابات.
وأكد المفوض السامي في تقريره هذا، أن حقوق الإنسان ليست في أزمة، لكنه شدد على الحاجة إلى الريادة السياسية لجعل هذه الحقوق واقعًا ملموسًا. وأشار إلى أن العالم يمر بمرحلة مفصلية تتطلب اليقظة والعمل لتجنب مستقبل مليء بالصراعات العسكرية والقمع والتضليل، معتبراً أن الحرب في غزة تمثل مثالاً واضحاً على هذه التحديات التي قد تؤثر على العديد من الدول.
كما لفت تورك إلى استمرار مشكلات العنصرية والتمييز وكراهية الأجانب رغم بعض التقدم غير الكافي في هذا المجال، محذراً من أن الوضع الحالي قد يؤدي إلى مستقبل مظلم إذا لم يتم اتخاذ إجراءات جادة. ودعا الدول إلى دمج حقوق الإنسان في سياساتها لبناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً، مشددًا على أهمية الشفافية والحوار وتوحيد السياسات مع استخلاص الدروس من الماضي لتجنب تكرار الأخطاء.
وعلى صعيد آخر، يتضمن جدول أعمال الدورة، التي ستستمر حتى 11 أكتوبر في قصر الأمم بجنيف، النظر في أكثر من 80 تقريرًا حول أوضاع حقوق الإنسان عالميًا. ومن المتوقع أن يدرس المجلس، خلال الأسابيع الخمسة المقبلة، تقارير مقدمة من الأمانة العامة للأمم المتحدة، مفوضية حقوق الإنسان، وخبراء وهيئات أخرى، حول حالة حقوق الإنسان في نحو 50 دولة.
إلى جانب ذلك، سيعقد المجلس 20 مناقشة تفاعلية مع المكلفين بولايات في إطار الإجراءات الخاصة. كما أشار السفير زنيبر إلى أن الدورة ستشمل عرض 32 مشروع قرار، إلى جانب النظر في الأوضاع القُطرية وتعيين المسؤولين الجدد.
وفي تصريح للصحافة، أكد زنيبر أن الرئاسة المغربية للمجلس ستسعى لضمان سير المناقشات بسلاسة، مع التركيز على قضايا الدول الجزرية الصغيرة. كما شدد على التزام المجلس بالقيام بمهامه رغم الأزمة المالية التي تواجه الأمم المتحدة.