يستعد المغرب لاستضافة حدث ثقافي بارز مع انطلاق الدورة الثانية لمناظرة الصناعات الثقافية والإبداعية (ICC). هذا الحدث، الذي يأتي بعد خمس سنوات من دورته الأولى، يهدف إلى إعادة تعريف دور الثقافة كمحرك حقيقي للنمو الاقتصادي والابتكار، خاصة للشباب المغربي.
تنظم هذه المناظرة بجهود مشتركة من فيدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية التابعة للاتحاد العام لمقاولات المغرب ووزارة الشباب والثقافة والاتصال، وبدعم من الاتحاد الأوروبي. وتأتي في وقت يستعد فيه المغرب لكتابة فصل جديد في تاريخه الثقافي، واضعاً الثقافة في قلب استراتيجيته التنموية.
على مدار يومين، سيجمع المؤتمر نخبة من المواهب العالمية، بما في ذلك مقاولون ومستثمرون وفنانون وخبراء. سيتبادل هؤلاء خبراتهم وأفكارهم حول قضايا محورية تشمل الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وآليات التمويل المبتكرة، وسبل تعزيز التراث، وتأثير الذكاء الاصطناعي على القطاع الثقافي.
ومن المتوقع أن تسهم هذه المناقشات في تعميق الفهم للتحديات والفرص التي تواجه الصناعات الثقافية والإبداعية، مما يمهد الطريق لمستقبل أكثر ازدهاراً لهذا القطاع في المغرب.
يعكس هذا الحدث طموح المملكة في أن تصبح رائدة إقليمية وقارية في مجال الصناعات الثقافية والإبداعية. ويستند هذا الطموح إلى ثلاثة عناصر أساسية: الشباب الموهوب، والتراث الغني، والانفتاح على العالم.
إن هذه المناظرة ليست مجرد حدث ثقافي عابر، بل هي دعوة للمشاركة في صياغة مستقبل الثقافة المغربية. فهي تؤكد على عزم المملكة على جعل الثقافة محوراً أساسياً في التنمية، ورافعة للنمو الاقتصادي، ومصدراً للإنجازات لجميع المغاربة.
وبهذا، تفتح الدورة الثانية لمناظرة الصناعات الثقافية والإبداعية آفاقاً جديدة للقطاع الثقافي في المغرب، مبشرة بمستقبل واعد يجمع بين الأصالة والحداثة، ويضع المملكة في مصاف الدول الرائدة في مجال الإبداع الثقافي على المستويين الإقليمي والعالمي.