أطلقت الفنانة سُكَيْنة أوفقير، الابنة الصغرى للجنرال محمد أوفقير، ألبومها الغنائي الأول بعنوان “من حياة إلى أخرى” في العشرين من سبتمبر الجاري.
ويأتي هذا الألبوم حسب سكينة أوفقير كنتاج لرحلة طويلة من التجارب الفنية والشخصية، حيث يعكس صراعاتها وآمالها في الحياة.
سُكَيْنة، التي تبلغ من العمر ستين عاماً، ليست فقط مغنية، بل هي أيضا كاتبة ومؤلفة ومنتجة، حظيت مسيرتها بظلال تاريخية خاصة، إذ عاشت أحداثاً سياسية هامة في المغرب في السبعينات.
فقد تعرض والدها، الجنرال محمد أوفقير، لمحاولة انقلاب فاشلة ضد الملك الحسن الثاني في 16 غشت 1972، مما أدى إلى اعتقال سُكَيْنة وقضاء 19 عاماً في السجن في ظروف قاسية، و بعد إطلاق سراحها، عاشت سُكَيْنة 26 عاماً في المنفى بفرنسا، لكنها عادت إلى المغرب مدفوعة بإرادة قوية للعيش بحرية.
الألبوم الجديد “من حياة إلى أخرى” يمثل “شهادة موسيقية” تعكس قدرة سُكَيْنة على تحويل محنتها إلى عمل فني مميز، حيث يضم الألبوم 13 أغنية تشكل قوساً سردياً يبدأ بنور التسامح وينتهي بمشاعر الغضب، مما يعكس رحلة عاطفية حقيقية استغرقت ما يقرب من ثلاثين عاماً.
ووفقاً للتصريحات، فإن الألبوم يعد بمثابة تأكيد على قوة السرد الشخصي والفني الذي تخوضه سُكَيْنة.
بالإضافة إلى مسيرتها الفنية، كانت سُكَيْنة قد أصدرت كتاباً بعنوان “الحياة بين يدي”، حيث تتناول فيه مشاعرها وتجربتها بعد أحداث 1972. في هذا الكتاب، تعبر عن فخرها واعتزازها بالحياة، وتؤكد أنها تكتب لتوثق تجربتها، دون البحث عن استعطاف أو إعجاب.
تسعى سُكَيْنة أوفقير من خلال ألبومها الجديد إلى تجاوز حدود الثقافات والأجيال، إذ تقدم رسائل مليئة بالأمل والتحدي.