غادر ماكرون المغرب بعد زيارة تاريخية غيرت معالم الخريطة السياسية وطبيعة العلاقات المغربية الفرنسية. جاءت هذه الزيارة بعد ثلاث سنوات من الجمود، حيث أدركت فرنسا أخيراً أن المغرب هو الجار الوقور.
من تحت قبة البرلمان، اعترف ماكرون رسمياً بسيادة المغرب على صحرائه، مجسدا مبدأ أن الحق يعلو ولا يُعلى عليه. هذا الموقف يعكس تطوراً في السياسة الفرنسية التي طالما تأثرت بإرث ديغول.
أدركت فرنسا أن هناك تحولاً كبيراً في المواقف السياسية، خاصة مع ضغط الأوساط الفرنسية للخروج من المنطقة الرمادية والانضمام إلى الدول التي اعترفت بمغربية الصحراء، مثل الولايات المتحدة وإسبانيا. تم توقيع حزمة من الاتفاقيات الاستثمارية بقيمة مليارات الدولارات، شملت قطاعات استراتيجية متعددة.
هذه الاتفاقيات تؤسس لشراكة وطيدة واستثنائية تقوم على مبادئ المساواة في السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
عبرت الجزائر عن استيائها من زيارة ماكرون للمغرب، لكن موقفها يعكس فشلاً آخر في سياستها. فالمغرب اليوم لم يعد مغرب الأمس، وأصبحت المزايدات السياسية غير قادرة على زعزعة استقرار دولة عريقة.
هذا ونشرت الخارجية الفرنسية خريطة جديدة للمغرب تشمل الصحراء المتنازع عليها مع جبهة البوليساريو وذلك بالتزامن مع زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب.
وأجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حوارًا خاصًا مع القناة الثانية وقناة ميدي1 تي للحديث عن زيارته الرسمية للمغرب وآفاق التعاون والشراكة الاستثنائية التي وُقِّعت بين فرنسا والمغرب.
وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الموقف الجديد لفرنسا الداعم لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية جعل الكثير من الدول الأوروبية تشرع في التفكير في تغيير موقفها.
وزاد قائلاً: “فرنسا ستقود حملة دبلوماسية أوروبية في هذا الاتجاه”.
ويذكر أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جدد اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء ودعم الوحدة الترابية للمملكة المغربية في خطاب ألقاه أمس الثلاثاء داخل البرلمان.