منذ أيام قليلة، شارك وفد مغربي مهم يمثل مدينة الداخلة وجهة وادي الذهب في منتدى دولي للقيادات الشابة بمدينة سانتاندير، المركز الإداري والاقتصادي لجهة كانتابريا شمال إسبانيا.
هذا المنتدى السنوي، الذي يجمع نخبة من القيادات الشابة من مختلف دول العالم، شكّل فرصة لتعزيز العلاقات الاقتصادية وإبراز مقومات جهة الداخلة كمركز مستقبلي للتجارة الدولية وتنمية الأعمال في غرب إفريقيا.
إستقبال الوفد المغربي المشارك في منتدى الشباب
وتمكن الوفد المغربي خلال المنتدى من عقد عدة لقاءات مع مسؤولين إسبان يمثلون هيئات جهوية ووطنية، حيث تباحث الطرفان حول إمكانية فتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي بين جهة الداخلة وادي الذهب والمملكة الإسبانية.
وفي هذا السياق، حرص الوفد على استعراض الفرص الاستثمارية التي تزخر بها المنطقة، مسلطاً الضوء على الإمكانيات الكبيرة التي تقدمها الداخلة في مجال التجارة والتنمية الاقتصادية.
من جانب آخر، كانت للوفد المغربي مشاركة فعّالة في الأنشطة المنظمة ضمن إطار المنتدى الدولي، حيث شارك في تأطير جلسة نقاشية حول مستقبل القارة الإفريقية في ظل التحديات الراهنة.
وقد قادت النقاش السيدة فاطمة بكار، رئيسة المنظمة المغربية “الصحراء آفاق مستقبلية”، والتي تتخذ من الداخلة مقراً رئيسياً لأنشطتها الممتدة إلى دول الساحل الإفريقي.و شاركها في النقاش السيد الراغب حرمة الله، رئيس جماعة الداخلة، بصفته رئيساً لشبكة المنتخبين المحليين الشباب في إفريقيا، إضافةً إلى السيد نور الدين مومني، الخبير المغربي في العلاقات الدولية، حيث تم تناول موضوع الإقلاع الاقتصادي في القارة الإفريقية وعوائق التنمية البشرية المستدامة.
مشاركة الوفد المغربي في أشغال منتدى الشباب
وفي سياق متصل، شهدت الجلسة عرض شريط وثائقي، نال إعجاب الحاضرين، يوثّق مشاريع التنمية التي تديرها الوكالة المغربية للتعاون الدولي في إفريقيا، تماشياً مع التوجيهات الملكية السامية لدعم التنمية المستدامة في الدول الإفريقية الشقيقة.
وقد حضر المنتدى عدد كبير من المشاركين من أوروبا وأمريكا اللاتينية، ما أضفى بعداً دولياً للنقاشات.
وعلى هامش المنتدى، عقد الوفد المغربي عدة لقاءات مع هيئات مهنية ومنتخبين من جهة كانتابريا، حيث تم التباحث مع رئيس الغرفة التجارية لهذه الجهة حول سبل تعزيز التبادل التجاري وتنمية الاستثمارات المشتركة بين الجهتين، مع التركيز على فرص الاستثمار الواعدة في جهة الداخلة، كما تم الاتفاق على تنظيم زيارات متبادلة لرجال الأعمال من المغرب وإسبانيا، سعياً لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري.
وفي لقاء آخر، اجتمع الوفد مع مستشار بلدية سانتاندير المكلف بشؤون المهاجرين والتعاون الدولي، حيث تطرقت المباحثات إلى أوضاع الجالية المغربية المقيمة في المدينة وسبل تعزيز مشاركتهم في الشأن المحلي.
وتم الاتفاق على تنظيم أنشطة ثقافية واجتماعية تسهم في اندماج الجالية وتفاعلها مع المجتمع المحلي، مما يعكس التزام البلديتين بتعزيز التواصل الثقافي والاجتماعي.
اختتم الوفد زيارته بعشاء عمل جمعه بعدد من المنتخبين المحليين، حيث جرى استعراض النهضة التنموية التي تشهدها جهة الداخلة وادي الذهب، وتم التوصل إلى اتفاق بشأن تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الداخلة وكانتابريا، ما يمهد لتعاون مثمر ومستدام.
وفي هذا السياق، شارك المستشار البرلماني، السيد يحفظه بنمبارك، في أنشطة الوفد المغربي، إذ يُعرف بخبرته الواسعة في المجال البرلماني والدبلوماسي.
وقد جاءت مشاركته تجسيداً للرؤية الملكية في تعزيز الدبلوماسية البرلمانية على الساحة الدولية، مما أكسب المنتدى طابعاً دبلوماسياً يعكس توجهات المملكة.
وفي تصريح صحفي، أعربت السيدة فاطمة بكار، رئيسة المنظمة، عن أهمية هذه الاتفاقية في تعزيز حضور جهة الداخلة وادي الذهب على الساحة السياسية والاقتصادية في منطقة الإيبيرو أمريكية، مشيرة إلى أن الاتفاقية تفتح آفاقاً واسعة لتعاون أعمق بين المغرب وإسبانيا في المستقبل القريب.
واختتمت الزيارة بتوقيع اتفاقية تعاون وشراكة بين المنظمة المغربية “الصحراء آفاق مستقبلية” والمركز الإسباني للدراسات السياسية والعولمة، الذي يتخذ من مدريد مقراً له.
