في خطوة تُعد سابقة في المشهد الحزبي المغربي، أعلن حزب “الاستقلال” عن إطلاق أول مناضلَين رقميَّين بالمملكة، “أمال” و”حكيم”، المصممين باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
وجاء هذا لإعلان خلال المهرجان الخطابي الوطني للحزب، السبت الماضي ، بالدار البيضاء، بمناسبة ذكرى تقديم وثيقة الاستقلال، حيث أوضح الحزب أن هذه المبادرة تهدف إلى تعزيز حضوره الرقمي والتواصل مع المواطنين، خاصة الشباب.
وقالت “أمال”، خلال تقديمها في المهرجان: “أنا أمال، مُناضلة استقلالية رقمية”، في حين عرّف “حكيم” نفسه بقوله: “تم تصميمنا باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي من قبل الحزب لنكون أول مناضلَين رقميَّين بالمغرب”.
واعتبر الحزب هذه الخطوة إضافة نوعية لتواصله السياسي، مع التركيز على استقطاب فئة الشباب التي تشكل النسبة الأكبر من مستخدمي الإنترنت.
الباحث في مجال الذكاء الاصطناعي، نور الدين البيار، وصف هذه الخطوة بأنها “نقلة نوعية وذكية” في العمل السياسي، موضحا أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التواصل مع الشباب يهدف إلى معالجة العزوف عن العمل السياسي، خاصة بين الجيل المولود بين نهاية التسعينات وبداية الألفية الثالثة، والذين يشكلون النسبة الأكبر من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي.
ويرى البيار أن هذه المبادرة تُبرز استراتيجية حزب “الاستقلال” للتواصل الرقمي، خاصة مع اقتراب استحقاقات انتخابات 2026، مشيرا إلى أن الحزب يسعى للاستفادة من اقتصاد المحتوى وإثارة الانتباه، وهما ركيزتان أساسيتان للتنافس في العالم الرقمي، حيث يتطلب شد انتباه الناخبين وتحفيزهم للانخراط السياسي.
وأوضح البيار أن هذه الاستراتيجية تعتمد على مرحلتين: الأولى هي جذب الانتباه من خلال محتوى مبتكر وجذاب، والثانية هي مرحلة الإقناع عبر تقنيات تواصل فعّالة. وأكد أن هذه الأدوات يمكن أن تحسن آليات تواصل الأحزاب مع المواطنين، خاصة خلال الأزمات أو الحملات الانتخابية.
ورغم الإشادة بهذه الخطوة، انتقد البيار ضعف تواصل الحكومة في إدارة الأزمات، مشيرًا إلى المبادرة الأخيرة التي أطلقتها الحكومة لنشر كبسولات حول إنجازاتها، والتي لم تحقق التأثير المطلوب، خاصة مع التغييرات التي طالت عدداً من الوزراء بعد التعديل الحكومي الأخير.
في المحصلة، يُعد إطلاق “أمال وحكيم” تجسيدًا لدخول حزب “الاستقلال” إلى عالم الذكاء الاصطناعي، مما يعكس توجهاً نحو تبني التقنيات الحديثة لتعزيز الحضور الرقمي وجذب الشباب إلى المشهد السياسي، في خطوة قد تُحدث تحولاً في التواصل الحزبي المغربي.
