توفي الرئيس الألماني الأسبق هورست كولر صباح اليوم السبت عن عمر يناهز 81 عامًا، بعد صراع قصير مع المرض، وفقًا لما أعلنه المكتب الرئاسي في برلين.
يُعتبر كولر، الذي شغل منصب رئيس الجمهورية الاتحادية الألمانية من 2004 إلى 2010، أحد أبرز الشخصيات السياسية في ألمانيا الحديثة، حيث ترك إرثا كبيرا على الصعيدين الوطني والدولي.
وُلد هورست كولر في 22 فبراير 1941 في سكيربيشوفيتسه، بولندا، وبدأ مسيرته المهنية في وزارة الاقتصاد الألمانية عام 1976. وبفضل كفاءته وخبرته، تدرج في المناصب حتى أصبح وزير دولة في وزارة المالية عام 1990. لعب كولر دورًا محوريًا في المفاوضات التي أدت إلى توقيع معاهدة ماستريخت عام 1992، والتي أسست لعملة اليورو وأرست دعائم الاتحاد الأوروبي الحديث.
وعلى الصعيد الدولي، تولى كولر رئاسة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، ثم أصبح المدير العام لصندوق النقد الدولي في الفترة من 2000 إلى 2004. وخلال فترة رئاسته للصندوق، برز كمدافع عن الإصلاحات الاقتصادية ودعم الدول النامية، خاصة في أفريقيا.
في 23 ماي 2004، انتخب كولر رئيسًا لألمانيا، ليكون أول رئيس يتولى المنصب دون انتماء سياسي مباشر، وأعيد انتخابه لولاية ثانية في 2009، لكن استقالته المفاجئة في 31 ماي 2010 أثارت جدلا واسعا، جاءت الاستقالة على خلفية تصريحات مثيرة للجدل حول مشاركة الجيش الألماني في أفغانستان، حيث ربط كولر هذا الانتشار بالمصالح الاقتصادية لألمانيا، مما أثار انتقادات حادة من قبل السياسيين ووسائل الإعلام.
وعمل مبعوثا خاصا للأمم المتحدة في الصحراء بين عامي 2017 و2019، كما قاد جهودا كبيرة في مجال مكافحة تغير المناخ بعد استقالته من منصب الرئاسة.
وكان كولر دائمًا يؤكد على أهمية التعاون الدولي لمواجهة التحديات العالمية، من الفقر إلى التغير المناخي.
وفي رسالة تعزية إلى أرملة كولر، إيفا لويزه كولر، أشاد الرئيس الألماني الحالي فرانك فالتر شتاينماير بكولر ووصفه بأنه “حالة حظ لبلدنا”، مؤكدًا أن ألمانيا ممتنة للغاية لفترة رئاسته، التي قدم خلالها الكثير للبلاد.
