الرئيسية / نبض المجتمع / حمضي: الإجراءات ضد مرض الحصبة ضرورية ولكنها لا تزال غير كافية

حمضي: الإجراءات ضد مرض الحصبة ضرورية ولكنها لا تزال غير كافية

حمضي مبادرة
نبض المجتمع
فريد أزركي 02 فبراير 2025 - 21:30
A+ / A-

أفاد الدكتور الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، بأن الإجراءات المتخذة للحد من تفشي مرض الحصبة في المغرب تظل غير كافية، رغم أهميتها وضرورتها.

وأكد في تصريحه لموقع “فبراير.كوم”،  أن تفشي هذا الوباء يشكل “خطرا” على الصحة العامة والحياة المدرسية والاجتماعية والاقتصادية، مشيرًا إلى أن المغرب يواجه تحديات كبيرة في مواجهة هذا المرض الذي يمكن الوقاية منه عبر التطعيم.

وأوضح الدكتور حمضي أن السفر والتنقلات بين مختلف جهات المغرب خلال العطلة المدرسية زادت من خطر انتشار وباء الحصبة، المعروف محليًا بـ”بوحمرون”.

وأشار إلى أن الاختلاط الاجتماعي الناتج عن الرحلات والاجتماعات العائلية ساهم في تعزيز انتشار المرض، خاصة مع عودة التلاميذ إلى المدارس، حيث ينقلون العدوى إلى أسرهم ومجموعات أخرى من السكان.

وحذر من أن استئناف الدراسة بعد العطلة المدرسية سيؤدي إلى إحياء الوباء، حيث سينتشر المرض بشكل أسرع بسبب انخفاض مستوى المناعة الجماعية.

وأضاف أنه بعد حوالي عشرة أيام من العطلة، سيتباطأ الوباء لمدة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، قبل أن يستأنف نشاطه بسبب الاختلاط الاجتماعي وانخفاض معدلات التطعيم.

وشدد الدكتور حمضي على أن تحقيق مناعة جماعية بنسبة 95% ضد الحصبة يعد أمرا ضروريا لوقف انتشار المرض، مؤكدا أن هذه المناعة يمكن تحقيقها إما عبر التطعيم، الذي ينقذ الأرواح، أو من خلال الإصابة بالمرض، مما يؤدي إلى خسائر بشرية وإعاقات طويلة الأمد وتعطيل للحياة التعليمية والاجتماعية والاقتصادية.

وأشار إلى أن الإجراءات المتخذة على مستوى المدارس، رغم أهميتها، تظل غير كافية لمواجهة الوباء، داعيا إلى تنفيذ حملات تطعيم استدراكية لجميع التلاميذ والأطفال دون سن 18 عامًا لرفع معدل المناعة الجماعية، كما أكد على ضرورة الحفاظ على معدلات التغطية التطعيمية عبر تعزيز تطعيم الأطفال وفقًا لجدول التطعيم، وليس الاعتماد فقط على الحملات الاستدراكية.

وأضاف الدكتور حمضي أن انخفاض معدلات التطعيم لا يقتصر على الحصبة فقط، بل يشمل أمراضًا أخرى مثل السعال الديكي والدفتيريا وشلل الأطفال، مما يزيد من خطر ظهور هذه الأمراض مجددًا. ودعا إلى استئناف التطعيم ضد أمراض الطفولة الأخرى واستدراك المتأخر منها.

كما أكد على أهمية رفع مستوى الوعي بين البالغين المولودين بعد عام 1980، والذين لم يتم تطعيمهم بالكامل أو لم يصابوا بالحصبة مطلقًا، للحصول على التطعيم، خاصة بين الفئات المعرضة للخطر. وأشار إلى ضرورة إرساء التطعيم الإجباري ضد أمراض الطفولة القاتلة، التي أثبتت لقاحاتها مستويات عالية من الفعالية والسلامة.

وفي سياق متصل، دعا الدكتور حمضي إلى إجراء تحقيقات ومراجعات داخل وزارة الصحة والحماية الاجتماعية لفهم أسباب التراخي في مراقبة أمراض الطفولة وتقديم التطعيمات. وأشار إلى أن جائحة كوفيد-19 وتردد الآباء في تلقيح أطفالهم ساهما في انخفاض معدلات التطعيم، لكنهما لا يفسران وحدهما هذا التراجع الكبير.

وأكد على ضرورة دراسة الأسباب العميقة لتراخي المراكز الصحية في تقديم التطعيمات، بما في ذلك نقص الموارد البشرية والإضرابات المتكررة وانعدام التحفيزات لدى المهنيين الصحيين. كما دعا إلى فهم أسباب تراخي المراقبة الوبائية لأمراض الطفولة، مما سمح بظهور حالات الحصبة على نطاق واسع دون اكتشافها في الوقت المناسب.

واختتم الدكتور حمضي تصريحه بالتأكيد على أهمية دراسة عاجلة لفهم أسباب تردد الأسر في تطعيم أطفالهم، بهدف تحسين التواصل والتوعية وإنجاح حملات التلقيح الاستدراكية. وأشار إلى أن المغرب كان رائدًا عالميًا في مجال تلقيح الأطفال، مما يستدعي استئناف هذا النجاح وحماية الصحة العامة من الأوبئة التي يمكن الوقاية منها.

السمات ذات صلة

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة