الرئيسية / سياسة / الدبلوماسية والكواليس: كيف خسر المغرب منصب نائب رئيس المفوضية الإفريقية؟

الدبلوماسية والكواليس: كيف خسر المغرب منصب نائب رئيس المفوضية الإفريقية؟

سياسة
فبراير.كوم 16 فبراير 2025 - 13:00
A+ / A-

أظهرت انتخابات منصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، التي جرت خلال الدورة العادية الـ46 للمجلس التنفيذي للاتحاد في أديس أبابا، منافسة شديدة بين الدول الكبرى في شمال إفريقيا، لا سيما بين الجزائر والمغرب.

وعلى الرغم من أن المرشحة المغربية لطيفة أخرباش تتمتع بخبرة دبلوماسية وعلاقات قوية مع العديد من الدول الإفريقية، إلا أن الجزائر استطاعت في النهاية أن تحسم المنافسة لصالح مرشحتها، سلمى مليكة حدادي، في سبع جولات انتخابية حاسمة.

البداية كانت مع دخول المغرب والجزائر في تنافس محتدم على المنصب، حيث كانت المؤشرات الأولية توحي بتفوق واضح للمرشحة المغربية، بالنظر إلى العلاقات المتينة التي تربط المملكة المغربية بالعديد من الدول الإفريقية، إضافة إلى الخبرة السياسية الواسعة التي تتمتع بها لطيفة أخرباش، التي خاضت العديد من التجارب الدبلوماسية الكبيرة في سياق عملها السابق في وزارة الخارجية المغربية.

لكن الأمور أخذت منحى مختلفًا عندما بدأت تظهر تحركات دبلوماسية  تقليدية من الجزائر. مصادر إعلامية أكدت أن دبلوماسيين جزائريين شوهدوا في أديس أبابا وهم يتنقلون بين فنادق إقامة الوفود الإفريقية، حاملين حقائب يبدو أنها تحتوي على مخرجات تهدف إلى التأثير في سير العملية الانتخابية. هذه التحركات التي وصفت بالكواليس، طرحت تساؤلات حول نزاهة الانتخابات ومدى تأثير هذه الضغوط على النتائج النهائية.

وبالفعل، فقد تمت المواجهة بين مرشحة الجزائر ومرشحة المغرب بعد انسحاب المرشحة الليبية في الدور الأول ومرشحة مصر في الجولة الرابعة، ليصبح الصراع محصورًا بين الجزائر والمغرب.

ورغم أن النتائج بدت متقاربة في العديد من الجولات، إلا أن الجزائر تمكنت في النهاية من حصد 33 صوتًا في الجولة السابعة، ما مكنها من الحصول على المنصب، وهو ما أثار العديد من التساؤلات حول كيفية التأثير على نتائج التصويت، خاصة في ظل غياب بعض الدول الحليفة للمغرب عن التصويت.

يُذكر أن الجزائر، في محاولتها للضغط في هذه الانتخابات، اعتمدت على تحركات سياسية نشطة، ولكن بعض المراقبين يرون أن هذا النجاح الجزائري لا يعكس توازن القوى الفعلي في القارة،  خاصة في ضوء غياب بعض الدول المتحالفة مع المغرب من التصويت بسبب مشكلات إدارية مرتبطة بالاتحاد الإفريقي، وهو ما جعل النتيجة تبدو مشوبة ببعض التساؤلات. إذاً، فالفوز الجزائري يبقى مشروطًا بالظروف السياسية والإدارية التي قد تكون قد أثرت على سير العملية الانتخابية.

من جانب آخر، يبقى منصب نائب رئيس المفوضية منصبًا إداريًا بالدرجة الأولى، لا يرتقي إلى منصب رئيس المفوضية الذي له التأثير السياسي الكبير في الاتحاد. وعلى الرغم من أن الجزائر قد نجحت في الفوز بالمنصب، إلا أن انتزاعها لهذا المنصب ليس بحد ذاته انتصارًا سياسيًا كبيرًا، بل هو نتيجة لمجموعة من العوامل التي تشمل التحركات الدبلوماسية خلف الكواليس، التي قد لا تعكس التوازنات الجيوسياسية الحقيقية في القارة الإفريقية.

وحسب عدد من المهتمين بالعلاقات الدولية فإن المغرب، وبالرغم من هذه النتيجة، يظل لاعبًا رئيسيًا في الاتحاد الإفريقي، وقد أظهر دوره الفاعل من خلال انتخاب الدبلوماسي علي ماهمود يوسف من جيبوتي رئيسًا لمفوضية الاتحاد، كما لا يزال يحتفظ بمنصب المدير العام للاتحاد، وهو منصب ذو ثقل سياسي كبير. ويبقى أن المغرب عليه أن يواصل بناء علاقاته مع الدول الإفريقية، والعمل على تعزيز مكانته السياسية على جميع الأصعدة.

في الختام، يطرح هذا الحدث تساؤلات حول نزاهة بعض الانتخابات داخل مؤسسات الاتحاد الإفريقي، خصوصًا في ظل الضغوط السياسية والكواليس التي قد تؤثر على نتائج التصويت.

السمات ذات صلة

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة