رمضان ليس شهر الكسل، بل هو شهر القوة والنشاط والعبادة والتجديد، هذه الرسالة المحورية التي تؤكد عليها الدكتورة أمينة العراقي في حديثها لـ”فبراير.كوم”، عن الفهم الصحيح لشهر رمضان المبارك.
تشدد العراقي على أن رمضان ليس مبرراً لتأجيل الالتزامات أو التقصير في العمل، بل على العكس، هو فرصة للانضباط والإنتاجية المضاعفة. وتذكر أن المشكلة تكمن في الممارسات الخاطئة التي يتبعها البعض خلال الشهر الكريم، وليس في طبيعة الصيام نفسه.
توضح العراقي أن الصيام، عندما يُمارس بشكل صحيح، يمنح الجسم فرصة للتخلص من السموم وتجديد الخلايا، مما يؤدي إلى زيادة النشاط والحيوية. وتستشهد بالآية الكريمة: “يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون”، موضحة أن التقوى هنا تشمل الجانب الروحي والجسدي معاً.
تستدل العراقي بالتاريخ الإسلامي، مشيرة إلى أن العديد من الفتوحات الإسلامية المهمة حدثت في شهر رمضان، مثل غزوة بدر وفتح الأندلس، وأن المسلمين الأوائل كانوا “يبيتون رهباناً ويصبحون فرساناً”، أي يجمعون بين العبادة والنشاط.
تؤكد العراقي على أهمية اتباع السنة النبوية في الاقتصاد في الأكل والنوم، والنوم مبكراً والاستيقاظ مبكراً. وتنبه إلى أن الشعور بالخمول في رمضان يشير إلى عدم التخلص من السموم، وهو ما يحدث غالباً بسبب الإفراط في تناول الطعام أكثر من الأيام العادية.
تختم العراقي حديثها بتذكير المسلمين بأن رمضان ينبغي أن يكون شهر توفيق وليس شهر تبديل، شهر صحة وليس شهر مرض، شهر عبادة وليس شهر عادة، شهر حسنات وليس شهر سيئات، وشهر إقبال على الله وليس إعراض.
تدعو العراقي إلى الاجتهاد في الصيام والقيام بخشوع، والتركيز على نوعية العبادة وليس كميتها، مشيرة إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر والتعب”.
وتختم الدكتورة العراقي بالتذكير بقول الله تعالى: “قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون”، داعية المسلمين إلى التدبر في الصلاة وأدائها بتأنٍ وخشوع لتحقيق الفلاح المنشود في هذا الشهر الكريم.