الرئيسية / 8 مارس / هاجر..دلال..آية وغيرهن..حكاية ألم وحب عنوانها "كفاح أم"

هاجر..دلال..آية وغيرهن..حكاية ألم وحب عنوانها "كفاح أم"

كفاح
8 مارس نبض المجتمع
سكينة الصادقي 23 فبراير 2017 - 17:41
A+ / A-

يخرج كل واحد منا لهذا العالم من بطن أمه، ويستقبل الدنيا ومستقبله المجهول بصرخة مؤلمة، فتتبعها نظرة الطمأنينة، والأخيرة لا تكون إلا لمن كانت الجنة تحت أقدامهن، فتلتقي عين الرضيع ونظاراته الضائعة المليئة بالتساؤلات حول الوجود وسببه، بعين الأم ونظراتها المبتسمة متناسية ألمها ومخاضها العسير..طبعا..فقد أنجبت روحها !

تتسارع الأيام والزمن، تمنحنا الحياة لحظات فرح وبسمة، كما تمسك بنا بين جدران الألم، وإن كان الألم وليدا بالمرض، فتلك المأساة اللامنتهية، إلا إذا وجدت حضنها..الأم..

فبراير.كوم، كتب لكم هذه المقدمة، استعدادا لسحبكم لعالم من القصص المليئة بالعاطفة والألم والأمل، مع من أصابهم المرض، وعالجهم دفئ “الوالدة”.

أم هاجر..دمعة في القلب

عرفتموها في مقالاتنا التي تابعت حالة ابنتها الصحية، ومعاناتها مع سرطان الدم، وتحديات العلاج، التي رصدناها أولا بأول.

هاجر عارضة الأزياء التي باغثها السرطان بعد أن قصت حكايتها مع السرطان، لفتت الإنتباه إلى أن والدتها هي بطلة القصة وكانت قد حدثتنا عنها والدموع تغالب عينيها “الأم ديالي واقفة معايا، وهي كلشي، ومعدبة معايا”، وأضافت أن أمها عندما كانت تذهب لمركز تحاقن الدم لتسأل عن أكياس الدم التي لم تكن تصل ابنتها في الوقت المناسب، “كانوا كيلقاوها درويشة لأنها ما كتبغيش تصعد معاهم وكتخاف يعكسو معايا ونبقا هكدا، كتصبر وكتسكت على داكشي لي كيقولو ليها”.

خوفها على ابنتها، جعل أم هاجر تتجاهل بطئ المسؤولين على مد هاجر بالدم الذي يلزمها، وجعلها تصبر على المسافات التي تقطعها يوميا ذهابا وإيابا من المنزل إلى مستشفى مولاي عبد الله بالرباط، وجعلها تسجن دمعتها داخل قلبها، خوفا من أن تتأثر هاجر برؤيتها.

أم آية..حسبي الله ونعم الوكيل

بشهادة الأب المكلوم أيضا، فإن آية طفلتهم التي تعاني من مرض السمنة، محروسة بعين أمها، ليل نهار، “الله يحسن عوان هاد السيدة” يقول الأب في إشارة إلى زوجته أم آية، مشيراموضحا أنه بينما يكون بإمكانه الخروج لساعات من المنزل والجلوس في المقهى أحيانا، وملاقات الأصدقاء، أو العمل…هي تكون عيناها كما تركها خالد صباحا تراقبان آية.

تحدث إلينا أم آية وهي تبكي حالها وحال ابنتها، قائلة “ما يمكنش نغفل عليها، كيف النهار كيف الليل، ملي كنغفل غير شوية، كنلقاها قشرات اللحم ديالها، ودمها فالأرض..”.

الطفلة لحد الآن وبعد معاناة دامت لسنوات، لم ترحمها أسوار المدرسة ولا أبواب المشافي، فلا هي وجدت لنفسها مكانا في فصل دراسي كما هو حال قريناتها، ولا هي استطاعت النوم براحة على سرير في مركز صحي يعالج سقمها ونتائجه.

وتضيف أم آية “حسبي الله ونعم الوكيل، حتى طفلتي الثانية لم أعد أهتم بها كما في الأول، كلما كبرت آية كلما تضخمت الغصة بداخلي، ومرارة المسؤولية الملقاة على عاتقي وأنا أفكر في مستقبلها المجهول”

كلما شاغبت آية، تركت أمها غضبها بداخلها “شنو غندير، نضربها؟؟ هي أصلا ضرباتها الحياة مسكينة، ما كنقدر نخلي حتى واحد يغضب عليها”.

أم دلال..بسمة قبل وبعد

خديجة أم دلال، حكاية أخرى وألم آخر، فبينما الأولى والثانية تعيشان تضحية وحبا وصبرا مع فلذات أكبادهما الأحياء، فإن خديجة عاشت، كل تلك المعاني وأخرى، مع دلال، ابنتها التي قتلها السرطان.

كانت أول صورة التقطتها كاميرا فبراير، بعد دخولنا منزل دلال بعد وفاتها، هي والدتها التي استقبلتنا بابتسامة الأم المحبة والمرأة القوية، جلسنا وأخذنا الحديث مع والد دلال الذي لم يستطع إتمام فقراته عن دلال بشكل متصل، وكان كل كلامه متقطعا، وبجانب أم وزوجة تواسيها، فتارة تمسك يده بلطف وتارة تضرب على كتفه بود، ولسان حالها يقول “خفف عنك يا رفيق الروح”.

خديجة امرأة مثقفة ربت في دلال قوة الشخصية، وساعدتها على تجاوز مرضها، وجعلتها تؤمن أن الإنسان يعيش بقناعاته ولا يعيش عبدا لنظرة المجتمع، فكانت أول خطوة قامت بها دلال وهي طريحة الفراش هي قرارها بإزالة شعرها بالكامل والخروج للتنزه دون تغطيته، دون أن تشعر بنقص أو عدم اكتمال لأنوثتها.

“كانت تخرج تمارس أنشطتها بشكل عادي، وتقوم بأعمال خيرية، والجميع أبها”، تقول أم دلال.

الصبر، والتضحية، المقاومة، التحدي، الوفاء، نكران الذات…وغيرها من المعاني التي يتمثلها الإنسان، لكن تحفزها الأم عن ظهر قلب، وترضعها لأبنائها قطرة قطرة، ولا تنضب إلى أن تنضب روحها وتسلم إلى بارئها.

السمات ذات صلة

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة