الرئيسية / سياسة / تمرير قانون "فرنسة التعليم" يطلق رصاصة الرحمة ضد "الاسبانية"

تمرير قانون "فرنسة التعليم" يطلق رصاصة الرحمة ضد "الاسبانية"

سياسة
فبراير.كوم 07 أغسطس 2019 - 21:34
A+ / A-

قرر المغرب استعادة اللغة الفرنسية في التعليم الابتدائي والثانوي وخاصة في المواد العلمية مثل الرياضيات والفيزياء، وهذا القرار يعني نهاية اللغة الإسبانية في هذا البلد المغاربي، وهي اللغة التي لم تستطع إيجاد مكان لها طيلة العقود الماضية لأسباب متعددة، منها عدم امتلاك إسبانيا رؤية إستراتيجية للعلاقات مع جارها الجنوبي.
وصادق المجلس التشريعي المغربي على مقترح الحكومة المغربية باستعادة اللغة الفرنسية في التعليم الابتدائي والثانوي في المواد العلمية، ويخلف القرار جدلاً سياسياً وثقافياً في المغرب، لا سيما بعد الدور الذي لعبه القصر الملكي عبر المستشار الملكي، عمر عزيمان، في هذا الشأن.
ويأتي قرار المغرب في وقت تتوجه عدد من الدول الإفريقية والمغاربية مثل الجزائر إلى استعمال اللغة الإنجليزية كلغة العلوم بسبب تربعها على الإنتاج العلمي والجامعي في العالم. ويسود الاعتقاد بوقوف فرنسا وراء القرار وتعهدها بتقديم مساعدات ضخمة إلى المغرب في مجال تكوين الأساتذة والرفع من الاستثمار في مشاريع كبرى، وكذلك تخصيص منح أكبر للطلبة المغاربة للدراسة في فرنسا. ومن دون شك، ستنخرط فرنسا في دعم التعليم بالفرنسية في المغرب، خاصة في ظل انحصار لغتها في العالم بما في ذلك في إفريقيا وخاصة المنطقة المعروفة ب «إفريقيا الفرنكفونية».
ويعد قرار الدولة المغربية بالرهان على الفرنسية بمثابة رصاصة الرحمة على لغة أخرى وهي الإسبانية. ويقول في هذا الصدد الصحافي، إغناسيو سيمبريرو: «اللغة الإسبانية تتراجع بشكل مريع في المغرب، ومن شأن هذا القرار الجديد تعميق أزمتها في المغرب أكثر وأكثر». وعملياً، هذا ما يذهب إليه عدد من الخبراء في التربية والثقافة، إذ إن اعتماد الفرنسية سيجعل الكثير من المغاربة يهتمون أكثر باللغة الإنكليزية كلغة ثالثة بعد العربية والفرنسية.
وبدأت بعض الجامعات المغربية تغلق شعبها الخاصة باللغة الإسبانية، ولا تقدم الكثير من الثانويات في المغرب اللغة الإسبانية بحكم رهان الطلبة على الإنكليزية ولغات أخرى مثل الألمانية. وكانت ندوة في معهد «سيرفانتيس» في الرباط، خلال  فبراير، قد نبهت إلى صعوبة استمرار الإسبانية في المغرب لأنها أصبحت لدى الكثيرين مرادفاً للعطالة وانسداد الأفق.
ويعد وضع الإسبانية في المغرب مثيراً للغرابة من الناحية العلمية، إذ تعد إسبانيا الجارة الأوروبية الأقرب للمغرب، وتحتل الصدارة كشريك اقتصادي، وهي الشريك التاريخي بسلبياته وإيجابياته، ورغم ذلك فشلت اللغة الإسبانية في إيجاد مكان لها في المشهد الثقافي والتعليمي في المغرب.

 حسين مجدوبي/ القدس العربي

السمات ذات صلة

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة