أثار الوضع الدبلوماسي المتأزم بين المغرب والجزائر ناقوس الخطر في إسبانيا، بسبب إمكانية قطع السلطات الجزائرية تصدير الغاز إلى الدولة الإيبيرية عبر الأراضي المغربية، ما سينتج عنه تأثير مباشر للقدرة الشرائية للإسبان، أمر دفع بوزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، للتأكد من أن هذا الخلاف لا يؤثر على إمدادات الغاز في إسبانيا.
قبل قطعه على المغرب.. وزير الخارجية الإسباني يعود بضمانات من الجزائر لتزويد بلاده بالغاز
وقال تقرير لصحيفة “20 دقيقة” الإسبانية، أن الوضع يأتي في وقت تنضب فيه جيوب الإسبان بسبب ارتفاع فاتورة الكهرباء الواصلة هذا الشهر إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، فضلا عن ارتفاع تكلفة الغاز في أوروبا، الذي ارتفع بأكثر من 25٪، مدفوعاً بالطلب المتزايد في أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية.
وتعد الجزائر أكبر مورد للغاز الطبيعي المستخدم في إسبانيا، وعلى الرغم من أنها ليست المورد الوحيد، فـ30٪ من واردات الغاز في عام 2020 جاءت من الجزائر (44٪ حتى الآن هذا العام)، ويصل جزء كبير منها إلى السواحل الإسبانية عبر طريقين، خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي (GME)، الذي يمر عبر المغرب، وخط ميدغاز الآتي مباشرة من الجزائر.
الجزائر تقرر منع تصدير الغاز إلى إسبانيا عبر المغرب
وأشارت الصحيفة الإسبانية إلى وأنه وعلى الرغم من حقيقة أن الجزائر قد ضمنت لإسبانيا عدم نقص الإمدادات الغازية، إلا أن توقف أحد خط الغاز المار بالمغرب، سيتعين معه توفير هذا الطلب من خلال طرق أخرى لالاستيراد أكثر تكلفة، مثل سفن الغاز الطبيعي المسال.
وذكر خبير اقتصادي للموقع الإسباني أن إسبانيا يمكن أن تعيش بدون أنبوب المغرب العربي، لكنها ستعاني من تكلفة الغاز الذي يأتي عن طريق السفن، كونه أغلى من الغاز الذي يأتي عبر الأنبوب لأنه يجب تسييله ونقله وإعادة تحويله إلى غاز، بينما يتدفق الغاز من الأنبوب مباشرة.
وخط الأنابيب المغاربي الأوروبي الذي تريد الجزائر إغلاقه، هو خط أنابيب يبلغ طوله أكثر من 1400 كيلومتر ويبدأ في الريف الجزائري بمنطقة حاسي الرمل، ويعبر الأراضي المغربية قاطعا 540 كيلومترًا ويعبر جبل طارق وصولا إلى مدينة قادش جنوب غربي إسبانيا بمعدل سنوي يبلغ حوالي 10000 مليون متر مكعب.
ودخل خط “ميدغاز”، البالغ طوله أكثر من 750 كيلومترًا والرابط الجزائر مباشرة مدينة العامرية جنوب شرقي المملكة الإسبانية، حيز التشغيل في عام 2010 وتبلغ طاقته 8000 مليون متر مكعب، ومن المقرر أن تصل طاقته إلى 10000 مليون متر مكعب.