وفقًا لنتائجها، فإن زيادة حصة البقوليات والمكسرات، ووقف تناول اللحوم الحمراء من سن 20 عامًا، يمكن أن يطيل العمر.
تشير التقديرات إلى أن عوامل الخطر المرتبطة بالنظام الغذائي تسبب 11 مليون حالة وفاة في جميع أنحاء العالم كل عام.
هذا ما جاء في دراسة نُشرت في المجلة العلمية “science et avenir” الفرنسية.
وبني المنشور العلمي على ملاحظات مجموعة من الباحثين النرويجيين في الفوائد التي يمكن أن تجلبها بعض الأطعمة من حيث متوسط العمر المتوقع.
ووفقًا للنتائج التي توصلوا إليها، فإن تناول الطعام الصحي يمكن أن يوفر أكثر من عقد من متوسط العمر المتوقع.
وعمل مؤلفو الدراسة على بيانات عن العبء العالمي للأمراض (GBD) للصين والولايات المتحدة وأوروبا.
ويهدف البرنامج الذي يتعاون فيه 7000 باحث في أكثر من 200 دولة، إلى قياس وتحديد أسباب الوفاة في جميع أنحاء العالم.
وأراد الباحثون النرويجيون، من خلال هذه الدراسة، تسليط الضوء على ما يمكن أن يحد من الوفيات بسبب بعض العوامل الغذائية.
ويطرح الباحثون في الدراسة قائمة “مثالية”، تسمح، خاصة عند تطبيقها في عمر مبكر، بالحصول على سنوات عديدة من متوسط العمر المتوقع.
وتتكون القائمة بشكل ملحوظ من 225 جرامًا من الحبوب الكاملة (البرغل ، الأرز البني ، الكينوا ، إلخ) يوميًا.
وتحتوي أيضا على 400 جرام من الخضار، والعديد من الفواكه، و 25 جرامًا من المكسرات (البندق ، الفستق ، الكاجو ، إلخ).
وتحتوي أيضا على 200 جرام من البقوليات (العدس ، البازلاء …).
وتعتبر اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة والمشروبات الغازية محظورة تمامًا، حسب اللائحة.
وكتب الباحثون، يمكن تحقيق أكبر المكاسب في متوسط العمر المتوقع من خلال تناول المزيد من البقوليات والحبوب الكاملة وجوز الشجر.
بالإضافة إلى تناول كميات أقل من اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة، حسب الباحثين.
وتضيف الدراسة، بأن تناول المزيد من الفاكهة والأسماك والخضروات له تأثير مفيد.
وتؤكد أيضا أنها ليست بنفس تأثير الاستغناء عن اللحوم الحمراء أو تناول المزيد من البقوليات.
ونشر الفريق البحثي قائمة “أقل تشددًا”، أقرب إلى نوع النظام الغذائي المعروف حاليًا
ويتم فيه تقليل جرعات البقوليات أو الخضار أو الفواكه أو الحبوب الكاملة بشكل طفيف.
في المقابل تزداد جرعات منتجات الألبان واللحوم، ومع ذلك، تظل النتائج التي تم الحصول عليها مفيدة للغاية للمستهلك.
واعتبرت الدراسة أن الرجل الذي يبدأ في اتباع هذه القائمة الأقل صرامة من سن 20 سيرى متوسط العمر المتوقع له يزيد بمقدار 7.6 سنوات.
وترتفع إلى (13.7 سنة مع القائمة المثلى)، والمرأة بنسبة 5.9 سنوات (مقابل 10.4 سنوات).
وتنخفض فائدة هذه التغييرات في النظام الغذائي في وقت لاحق، ولكن لا يزال بإمكانها توفير فوائد في الشيخوخة، وفقًا للباحثين.
وأكدت الدراسة أنه يمكن أن يؤدي التحول إلى النظام الغذائي الأمثل في سن الأربعين إلى زيادة 12.3 سنة لدى الرجال و 9.8 سنوات لدى النساء.
وفي سن 60، تنخفض هذه الزيادة إلى 9.1 و 8.1 سنة.
ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن هذه النتائج تأتي من بيانات من الولايات المتحدة والصين وأوروبا.
وقد تختلف وجباتها الغذائية وظروفها المعيشية بشكل كبير عن البلدان والمناطق الأخرى في العالم.
“قد لا تكون النتائج قابلة للمقارنة في البلدان التي توجد فيها، على سبيل المثال ، أمراض معدية أكثر”.
هذا ما يوضحه العالم لارس ثور فادنس، الأستاذ في كلية الصحة العامة بجامعة بيرغن (النرويج) والمؤلف الأول للدراسة.
ويضيف أنه ” في البلدان التي يرتفع فيها انعدام الأمن الغذائي، لا يتعلق الأمر بالحد من مثل هذه الفئة من الأغذية بقدر ما يتعلق بزيادة الحصص”.
ويشدد الباحثون على ن نتائج الدراسة ليست “تنبؤًا فرديًا”.
بمعنى آخر، ليس من المؤكد أن نكتسب 10 سنوات من متوسط العمر المتوقع عن طريق وضع المرء نفسه على الفور على النظام الغذائي الأمثل.
بدلاً من ذلك، تهدف هذه الدراسة إلى توثيق الفوائد الصحية لبعض المنتجات وأضرار البعض الآخر.
