الرئيسية / سياسة / ألمانيا في الرباط وماكرون في الجزائر.. "معركة ساخنة" في "حرب المصالح"

ألمانيا في الرباط وماكرون في الجزائر.. "معركة ساخنة" في "حرب المصالح"

سياسة
Sakina Al-Muhtadi 26 أغسطس 2022 - 17:30
A+ / A-

تزامن استقبال وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة لنظيرته الألمانية، أمس الخميس، مع زيارة الرئيس الفرنسي للجزائر، الأمر الذي اعتبره مراقبون خطوة تحمل في طياتها دلالات مختلفة.

وتعد زيارة عمل أنالينا بيربوك للمملكة الأولى من نوعها عقب استئناف العلاقات أواخر العام الماضي، بعدما اتفقت كل من برلين والرباط في هذا الإطار، على إطلاق حوار استراتيجي يجري عبر برمجة اجتماع كل سنتين وعقد اللجنة الاقتصادية المشتركة.

وفي المقابل تعرف العلاقات المغربية الفرنسية، ركودا ملحوظا بسبب مواصلة ماكرون نهج “سياسة ضبابية”، يرفض بمقتضاها منح التأشيرات للمغاربة، ومن بينهم أطر كبيرة وشخصيات عامة.

ومنذ قرابة السنتين، تتناسل مشاكل المغاربة مع التأشيرات الفرنسية، حيث لم تتضح شروط المنح من الرفض، إذ تضل فئات مختلفة رهينة الوضع السائد.

المغرب وفرنسا حليفان تقليديان

وتعقيبا على الموضوع يرى الخبير في العلاقات الدولية، حسن بلوان أنه ليس هناك أي ترابط بين زيارة وزيرة الخارجية الألمانية للمغرب، وتوجه الرئيس الفرنسي صوب الجزائر، لمجموعة من الأسباب.

وأضاف بلوان في تصريح خص به “فبراير.كوم”، “أولها أنه لا يمكن للمغرب أن يصل إلى درجة القطيعة مع فرنسا، رغم أن العلاقات تمر ببرودة في هاته الفترة، “لكن تبقى فرنسا والمغرب حليفان استراتيجيان تجمعهما روابط ثقافية وتاريخية وأمنية واقتصادية وكذا عسكرية”.

وتابع المتحدث، “ثانيا فإن الدبلوماسية المغربية انتهجت مؤخرا معطا أساسيا يصب في إطار تنويع الشراكات، بالحفاظ على حلفائها المعهودين كالولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا وغيرها من الدول، مع الانفتاح على شركاء جدد، خاصة منهم المؤثرين في القارة الأوروبية، وعلى رأسهم ألمانيا خاصة وأن الجميع يعلم أن هاته الأخيرة لها وزن سياسي واقتصادي كبير في استراتيجية الاتحاد الأوروبي”.

واستطرد قائلا: “أما من جهة أخرى، فأرى أن قرار تواجد وزارة الخارجية الألمانية بالمغرب كانت مبرمجا سلفا، خاصة وأن الغرض الأساسي منه هو التركيز على موقف برلين من مغربية الصحراء، بتأكيدها على أن الحكم الذاتي هو الحل الوحيد والحصري لحل هذا النزاع المفتعل، بالإضافة إلى الشراكات الاستراتيجية التي ستعرف تعاونا مثمرا بين البلدين يشمل مجموعة من المجالات”.

مصلحة باريس مع الرباط

واسترسل الخبير، “وبالعودة إلى الزيارة الفرنسية إلى الجزائر، فإن مراقبين كثر في فرنسا والمغرب وحتى في الجزائر، قللوا من أهمية هذه الزيارة”.

وقال المحلل، إن هذه الزيارة لم يقدم عليها ماكرون خدمة لأي أجندة معينة ضد المغرب، مبرزا، “فالعلاقات بين البلدين وثيقة جدا رغم البرود الذي يتخللها بين الفينة والأخرى”.

واختتم بلوان حديثه بالقول: “عولت كثيرا الجزائر على إحياء العلاقات مع فرنسا لمعاكسة المصالح المغربية، لكن الظاهر أن باريس تعرف ماذا تريد في شمال إفريقيا ولا يمكن بأي صفة أن تتخلى عن المغرب رغم التراجعات التي تعرفها الديبلوماسيتين في مجموعة من الملفات، خاصة في ليبيا ومنطقة الساحل وأيضا على مستوى دولة مالي”.

وجددت الوزيرة بيربوك عقب المباحثثات التي قامت بها ونظيرها بوريطة، تأكيدها على دعم بلادها للعملية التي تقودها الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي “عادل ومقبول” للطرفين، معتبرة أن “مخطط الحكم الذاتي الذي تم تقديمه سنة 2007 مجهودا جادا وذا مصداقية من لدن المغرب وأساسا جيدا لحل مقبول من الأطراف”.

ورحبت ألمانيا والمغرب، وفق إعلان الاجتماع، بتعيين المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا، مجددين التأكيد على “دعمهما الفعال لجهوده الرامية إلى الدفع بالعملية السياسية على أساس القرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.

ظرفية حرجة

وكانت الفترة الماضية قد شهدت توترا في العلاقات بين البلدين، تطورت إلى استدعاء وزارة الخارجية المغربية سفيرة الرباط في برلين للتشاور، شهر ماي 2021، وذلك على خلفية الموقف الألماني من قضية الصحراء المغربية.

وأوضحت الوزارة، في بيان حينها، أن ألمانيا “سجلت موقفا سلبيا بشأن قضية الصحراء المغربية، إذ جاء هذا الموقف العدائي في أعقاب الإعلان الرئاسي الأميركي، الذي اعترف بسيادة المغرب على صحرائه، وهو ما يعتبر موقفا خطيرا لم يتم تفسيره لحد الآن”.

وكانت الإدارة الأميركية في عهد الرئيس دونالد ترامب قد اعترفت، العام الماضي، بسيادة المغرب على الصحراء، وهي المنطقة التي تشهد منذ عقود نزاعا بين جبهة البوليساريو الانفصالية والمغرب.

كما انتقد بيان الخارجية المغربية ما وصفه بـ”محاربة” ألمانيا “للدور الإقليمي الذي يلعبه المغرب، وتحديدا دور المغرب في الملف الليبي، وذلك بمحاولة استبعاد المملكة من دون مبرر من المشاركة في بعض الاجتماعات الإقليمية المخصصة لهذا الملف، كتلك التي عقدت في برلين”.

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة