كشف مصطفى التراب، الرئيس المدير العام لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، عن تخصيص 4 ملايين طن من الأسمدة للقارة الإفريقية ما يمثل 80 في المائة من حاجيات القارة من المادة الحيوية.
وسيمثل هذا الحجم، وفق بلاغ صحفي، صدر اليوم الأربعاء عن المجموعة، ضعف ما خصصه المكتب للقارة خلال العام الماضي، وأكثر من ربع إجمالي الإنتاج المخطط له من قبل المجموعة.
ويأتي الإعلان عن هذه المبادرة خلال مشاركة مصطفى التراب، مساء أمس الثلاثاء، في ندوة في إطار الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن.
وأفاد المكتب بأن تخصيص هذه الكمية من الأسمدة سيساهم في الأمن الغذائي في القارة، وستمكن المبادرة من ضمان أسمدة جيدة بأسعار رخيصة لتحسين مردودية 44 مليونا من المزارعين في 35 دولة في القارة.
وأشار مصطفى التراب، خلال الندوة التي أدارها دافيد مالباس، رئيس مجموعة البنك الدولي، حسب البلاغ، إلى أن “نصف إنتاج الغذاء اليوم يتم بفضل الأسمدة المعدنية، ولذلك من المهم أن نوفر هذه الأسمدة”.
وأضاف أن أسعار الأسمدة بدأت الارتفاع قبل ثلاث سنوات بسبب عدم التوازن بين العرض والطلب، مؤكدا أن “هناك فرصة في الأزمة الحالية لكي يتم التعامل مع التوازن على المدى البعيد والتركيز على القارة الإفريقية لأنها تعاني نقصاً كبيراً”.
وأوضح أن “الأسمدة تتكون من ثلاثة أجزاء: النيتروجين والغاز والطبيعي والفوسفات، هذا الأخير يتوفر المغرب على أكبر احتياطي منه، لكن لا يتوفر على الغاز الطبيعي، ولذلك يستورد النيتروجين لدمجه مع الفوسفات لصنع الأسمدة”.
وأشار التراب إلى أن المجموعة تعمل على تكييف الأسمدة حسب المناطق، حيث يتم الاعتماد على صور الأقمار الاصطناعية لمعرفة خصوصيات التربة لصنع أسمدة مناسبة.
كما شدد المتحدث ذاته على أن الرهان كبير على القارة الإفريقية، حيث تتواجد 65 في المائة من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم، مؤكدا أن وصفة النجاح التي يعتمد عليها المكتب هي “استخدام السماد الصحيح في الوقت الصحيح للتربة الصحيحة وبالطريقة الصحيحة”.
وخلص التراب، إلى أن “الوضعية الجيوسياسية الحالية تكشف عن هشاشة عميقة في النظم الزراعية العالمية، ولذلك يجب أن نتصدى للتحديات التي تواجه المزارعين الأفارقة، سواء كانت في البنية التحتية أو التكوين أو الوصول إلى الأسواق والتمويل”.
