أفرزت مخرجات الانتخابات البلدية والجهوية الإسبانية، إلى نتيجة شبه محتومة، تتمثل في عودة الحزب الشعبي للحكم، وانهيار حزب سانشيز، الحزب الاشتراكي، الذي أعلن عن تقريب موعد الانتخابات العامة لـ 23 يوليوز المقبل
سانشيز يتلقى هزيمة مدوية في انتخابات المجالس ويعبد الطريق لفييخو نحو الحكم
واضطر زعيم الاشتراكيين في إسبانيا، إلى طلب حل مجلس النواب والشيوخ، بعدما مني بهزيمة كبيرة من حزب ألبيرتو فييخو، رئيس الحكومة الإسبانية المستقبلي.
رئيس الحكومة الاسبانية يحل البرلمان ويدعو لانتخابات تشريعية سابقة لأوانها
وعدّل الحزب الشعبي اليميني المعتدل، خطابه حول المغرب بالنظر إلى احتمالات وصوله للحكم المتزايدة، لتجنب ما تصفه الأوساط الإسبانية بالأخطاء في السياسة الخارجية، بغية الوصول إلى تفاهم شامل مع المغرب.
وعلى الورق، يتبنى الحزب الشعبي لهجة انتقادية ضد الحكومة، يصر عبرها على أن قرارات بيدرو سانشيز الأخيرة في السياسة الخارجية، ولا سيما التحول التاريخي في الموقف الإسباني من الصحراء المغربية، لها عواقب وخيمة على إسبانيا على عدة جبهات.
ومن المنتظر أن يستمر هذا المستوى من الانتقادات، خاصة وأن إسبانيا تعيش عاما انتخابيا، تتركز فيه الحملات الإنتخابية على انتقاد المنافسين.
الحزب الشعبي يكون جبهة مشتركة مع “فوكس” ضد المغرب!
بيد أن الحزب الشعبي وخاصة زعيمه فييخو، ما فتئ يختار كلماته بعناية في خطاباته عند الحديث عن المغرب، راغبا في عدم الانجرار، قبل وصوله للحكم، نحو موقف معين، محاولا اللعب على الحبلين، حبل انتقاد سياسة غريمه سانشيز وحبل التأكيد على دور المغرب في السياسة الخارجية الاسبانية دون إبداء موقف واضح من قضية الصحراء المغربية.
ويصر فييخو في تصريحاته وخطاباته على أولوية المغرب في السياسة الخارجية بالنسبة لحزبه، معتبرا العلاقات بين المملكتين ذات أهمية كبيرة لبلاده للحزب الشعبي.
وفي ذات الصدد ينتقد فييخو خلال خطاباته مواقف رئيس الحكومة الإسبانية مع المغرب، وقبوله بـ”الذل”، وفق تعبير فييخو، بسبب عدم حضور الملك محمد السادس الاجتماع رفيع المستوى بين البلدين المقام فبراير الماضي.
كما ازدادت الخلافات بين الحكومة والحزب الشعبي، نتيجة للأزمة الدبلوماسية الإسبانية مع الجزائر، الأخيرة علقت علاقاتها التجارية مع مدريد بسبب تأييد سانشيز مبادرة الحكم الذاتي المغربية مارس 2022.
ويرى أيضا أن بيدرو سانشيز اتخذ قرار تأييد مبادرة الحكم الذاتي دون العودة إلى البرلمان الإسباني، ودون مشاورة الأحزاب السياسية وزعمائها.
وفي سياق شجبه لسياسات سانشيز مع المغرب، وعلى حين غرة، رتب ألبرتو نونيز فييخو، لقاء وصف بالمفاجئ مع رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش في روتردام بالأراضي المنخفضة ماي 2022.
في لقاء “مفاجئ”.. زعيم المعارضة الإسبانية يلتقي أخنوش ويعده بـ”الشفافية والوضوح حول الصحراء”
وأكد فييخو أن نواياه من الاجتماع مع أخنوش، تتلخص في أن تعرف الرباط ما سيكون موقفه إذا وصل إلى رئاسة الحكومة الإسبانية.
وقال فييخو أن هدفه معالجة قضية الصحراء “في إطار قرارات الأمم المتحدة وبإجماع داخل إسبانيا.
وظهر من تصريحات فييخو بعد لقائه أخنوش، أنه نأى بنفسه عن إبداء موقف واضح من الصحراء المغربية.
وصرح قائلا إن “مشكلة الصحراء لا يمكن حلها برسالة سرية.. علينا أن نلقي الضوء على مشكلة الصحراء بشفافية وفي إطار الاتفاقيات الدولية”.
وأضاف أن حكومة سانشيز “تسببت في المزيد من المشاكل والمزيد من التوتر والمزيد من عدم اليقين ومسؤولية أقل تجاه الشعب الصحراوي وتجاه المغرب وتجاه الأمم المتحدة “.
