يا سيدي تطل علينا مرة كل سنة، ربما بقلب وربما بلا قلب. ربما بشوق وربما بلا شوق.
ترسل بمناسبة حلولك ورحيلك في نفس اليوم رسائل منقولة ضدا على حقوق أصحابها الأصليين، ويتكلم باسمك أشخاص لا تعرفهم ولم تفوض لهم أمر تمثّلك وهم يفعلون.
وفي نفس يوم ذكراك ترتكب المجازر في غزة، وتضيق صدور مسجونين لم تجد المحاكم الوقت الكافي لإنصافهم، وتقام مآتم للراحلين عن الدنيا في ظروف مفجعة.
لكنك ربما لبلاهتك أو لإنسانيتك المغالى فيها تظل عيد حب.
طبعا هناك عشاق يغتنمون فرصتك ليغنموا من الدهر لحظة يحسبونها نفخة روح جديدة في أجساد تتداعى في كل لحظة تحت وطاة الحب العادي. من أجل لحظة حب غير عادية.
تنتعش في ذكراك سوق المبيعات من الورود التي لا تزال سيقانها تنزّ من أثر قطع غير رحيم، وهدايا حسب مستوى مانحيها، وتتأهب الشفاه للقبلات سواء كانت شفاها حقيقية أو افتراضية. ولا يسأل الناس عن أين يوجد هذا الحب الذي يبايعونه بالجملة. أهو في القلب أم في أجندة ليبرالية متوحشة لا تلين إلا بين ضحى يوم وظهيرته.
أيها الحب. كم أنت جميل. لكن بعض البلهاء يستغلون طيبوبتك. لذا أنصحك في السنة القادمة أن ترفع على التافهين دعوى لتطالب على الأقل بدحر المنافقين الذي يسعون لأغراضهم الدنيوية باسمك وانت المتعالي عن السفاسف، والجامع المحيط، والأول والآخر.
لأنك الأقرب إلى الله الذي هو الحب.