هاجم الإعلام الجزائري في عدد من المقالات اسبانيا وذلك بعد الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة الاسبانية بيدرو سانشيز للمغرب أول أمس الأربعاء، والتي جدد فيها دعم بلاده لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية.
وقالت صحيفة جزائرية في مقال لها عنونته بـ””إسبانيا تطعن الجزائر وتنحاز إلى المغرب”، أن محاولات الجزائر في إقناع اسبانيا في التراجع عن قرارها بالاعتراف بسيادة المغرب على صحراءه كلها باءت بالفشل، وأن تحديد تاريخ اخر لزيارة خوسي مانويل ألباريس لقصر المرادية بعد أن تم تأجيله الأسبوع المنصرم، سيظل معلقا لوقت آخر.
ويبرز مراقبون في العلاقات السياسية الدولية أن تأجيل الزيارة هو عدم وجود أية نية لدى اسبانيا للتراجع عن قرارها الرامي لدعم مقترح السيادة المغربية على صحرائه، وإعطاء مدريد الأولوية لإصلاح علاقاتها مع الرباط.
وكانت زيارة وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، إلى الجزائر، قد تم إلغاؤها في اللحظات الأخيرة، بشكل غير متوقع، ويرجع هذا الإلغاء بشكل أساسي إلى عدم تمكن الجزائر من إقناع ألباريس بتبني موقف صريح مختلف عن موقف مدريد الحالي بشأن الصحراء.
وأكد تقرير لصحيفة “لوموند” الفرنسية على عدم قبول الجزائر للمواقف التي يعبر عنها ألباريس بخصوص هذه القضية، مما أدى إلى فشل التوصل إلى اتفاق وإلغاء الزيارة.
ووفقا لمصادر، فإن المسؤولين الجزائريين كانوا يظهرون تحفظات تجاه مواقف ألباريس، خاصة فيما يتعلق بالدعم المستمر من جانب إسبانيا لمقترح الحكم الذاتي المغربي للصحراء، في المقابل، كان رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز يظهر بمواقف تتفق أكثر مع موقف الجزائر، ولكن ذلك لم يكن كافيا لتجاوز الخلافات.
وفي موضوع ذي صلة هذا رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز قد قاد وفدا رفيع المستوى في زيارة رسمية إلى المغرب، حيث تم استقباله في العاصمة الرباط.
وفي خضم الزيارة الرسمية، اختتمت الزيارة بلقاء الملك محمد السادس، الذي أكد خلالها بيدرو سانشيز، على الآفاق المتفردة للتعاون بين البلدين الجارين.
وتأتي هذه الزيارة في سياق استمرار الدينامية الإيجابية التي بدأت باللقاء الرسمي بين الملك ورئيس الحكومة الإسبانية في أبريل 2022، حيث تم اعتماد البيان المشترك الذي يبرز التزام إسبانيا بمبادرة المغرب الرامية للحكم الذاتي كأساس جدي لحل الخلاف حول الصحراء.
وكجزء من التفاهم المتبادل، أعاد رئيس الحكومة الإسبانية تأكيد موقف بلاده الذي أعلنه في بيان أبريل 2022، معبرًا عن دعم إسبانيا للمبادرة المغربية واعتبارها الأساس الأكثر جدية وواقعية لتحقيق تسوية دائمة للصراع.
وفي سياق آخر، تم التركيز على مجالات التعاون المشترك بين البلدين، حيث شدد الطرفان على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي، بالإضافة إلى دور الشراكة الإستراتيجية في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
وفي هذا السياق، أشاد رئيس الحكومة الإسبانية بالمبادرات الإستراتيجية التي أطلقها الملك، مثل مبادرة البلدان الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي ومبادرة تعزيز ولوج بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي، مؤكدًا اهتمام إسبانيا بالمساهمة في تحقيق هذه المبادرات.
واختتمت الزيارة بمأدبة غداء أقامها الملك على شرف رئيس الحكومة الإسبانية والوفد المرافق، حيث تم تبادل وجهات النظر حول مستجدات العلاقات الثنائية والتعاون المستقبلي بين البلدين.
