أعلن رئيس الوزراء المالي، شوغويل كوكالا مايغا، في خطاب حاسم أمام ممثلي الأحزاب السياسية والمجتمع المدني، رفضه استقبال المسؤولين الجزائريين في مالي.
وبحسب تقارير صحفية، يأتي هذا الإعلان على خلفية استقبال الرئيس الجزائري للإمام محمد ديكو، الذي تتهمه باماكو بدعم الحركات الانفصالية في شمال مالي، وإجراء الجيش الجزائري مناورات عسكرية قرب الحدود المشتركة.
وأوضح رئيس الوزراء المالي، أن قرار منع السلطات الجزائرية من دخول مالي هو رد فعل ضروري على ما يعتبره باماكو تحركات عدائية من الجزائر، بما في ذلك استقبالها لأشخاص متهمين بالتورط في أعمال تخريبية ضد الدولة المالية، وتنفيذ مناورات عسكرية في منطقة “تمنراست”، القريبة من حدود مالي والنيجر.
وفي السياق ذاته، أكد المسؤول عينه، على انسحاب مالي النهائي من اتفاق الجزائر الموقع عام 2015 بين الحكومة الانتقالية والحركات المسلحة، معتبرا أن الاتفاق لم يعد ذا فائدة بعد قرابة تسع سنوات من الانتظار والاستثمارات السياسية والمالية الضخمة دون تحقيق تقدم ملموس.
وتصاعدت التوترات خاصة بعد إعلان باماكو استعادة السيطرة على كيدال في نونبر 2023، في عملية عسكرية أظهرت، حسب تصريحات مايغا، “شجاعة وإقدام واحترافية” الجنود الماليين. هذه الخطوة جاءت كرد فعل مباشر على تحركات الحركات المسلحة، التي تقول مالي إنها مدعومة من الجزائر، خصوصا بعد انسحاب قوات الأمم المتحدة “مينوسما” من الشمال.
ورغم التصعيد الحالي، لم يفوت مايغا الإشارة إلى العلاقات التاريخية والأخوية بين شعبي البلدين، مذكرا بالدعم الذي قدمه الماليون لإخوانهم الجزائريين خلال حرب الاستقلال ضد الاستعمار الفرنسي.
في ضوء هذه التطورات، تطفو على السطح، تساؤلات حول مستقبل العلاقات بين البلدين وتأثير هذا التوتر على استقرار المنطقة بأسرها، خصوصا في ظل الدور الذي تلعبه مالي في مكافحة الإرهاب وتحقيق السلام في منطقة الساحل الأفريقي.
