كتشف فريق دولي من العلماء في المغرب حفريات لديناصورات “منقار البط” بحجم المهر. ويكشف التحليل الذي نشر خلاصته موقع “سي تك ديلي” عن وجود علاقة مفاجئة بين الديناصورات في أوروبا وأفريقيا.
أجرى الدراسة الدكتور ونيكولاس لونجريتش من قسم علوم الحياة ومركز ميلنر للتطور بجامعة باث (إنجلترا)، وزابير بيريدا-سوبربيولا من جامعة إقليم الباسك (إسبانيا)، وناتالي بارديت من المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي بواشنطن، ونور الدين جليل، من المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي ومتحف التاريخ الطبيعي بجامعة القاضي عياض (مراكش).
وتساءل العلماء حول كيف انتهى المطاف بالديناصورات منقار البط، وهي مجموعة تطورت في أمريكا الشمالية، في المغرب؟
وجاءت الإجابة كالتالي: “أنه في نهاية العصر الطباشيري، قبل 66 مليون سنة، أدى ارتفاع منسوب مياه البحر وتفكك القارة العملاقة بانجيا إلى جعل أفريقيا قارة جزيرة معزولة،
باختصار، تم العثور على بقايا أحد أفراد عائلة الديناصورات منقار البط، وهي مجموعة تطورت في أمريكا الشمالية، في أفريقيا قبل عدة سنوات ، مما يثير التساؤل حول كيفية وصولهم إلى هناك.
تكشف الحفريات من المغرب عن نوع جديد من الديناصورات منقار البط “منقاريا باتا” الذي كان طوله حوالي 3-4 أمتار ووزنه حوالي 250 كجم، أي بحجم المهر تقريبا.
وعلى الرغم من أن الحيوان كان صغيرا وفقًا لمعايير منقار البط، إلا أن عظام الجمجمة كانت متماسكة بإحكام معا، مما يدل على أنه كان ناضجا، حسب ما توصل إليه العلماء.
وأوضح تقرير “سي تيك ديلي” أن تشريح طائر منقار البط الجديد يشبه إلى حد كبير تشريح الأنواع الأوروبية، مما يشير إلى أن منقار البط سبحت أو طفت عبر عدة مئات من الكيلومترات من المياه المفتوحة لاستعمار شمال أفريقيا. علاوة على ذلك، تشير العظام الأكبر إلى وجود نوع ثالث أكبر، يبلغ طوله حوالي 5-6 أمتار.
ويُطلق على الديناصور الجديد اسم ” منقاريا باتا” (وتعني بالعربية “منقار” و”بطة” على التوالي).
يشبه المنقريا إلى حد كبير طائر منقار البط الأفريقي الوحيد المعروف سابقا “أجانبيا أوديسيوس”، لكن شكل الفكين والأسنان مميز، مما يدل على أنه كان نوعا مختلفا، وربما احتل مكانا بيئيا مختلفا.
وقال الدكتور لونجريتش الذي قاد الدراسة: “ربما كانت هذه حيوانات عالية الصوت، فالطيور الحديثة تصدر صوتا للعثور على رفقاء، أو للإعلان عن مناطق معينة، لكنهم يصدرون أصواتا عالية بشكل خاص في الأسراب، وتتواصل الأصوات باستمرار.”
ويقترح لونجريتش: “لذلك فمن المحتمل أن هذه الطيور، مثل الطيور، كانت حيوانات اجتماعية.”
و أضاف: “ربما كانت هناك قطعان صاخبة للغاية، أو قطعان إذا كنت تفضل ذلك، من طيور منقار البط الصغيرة هذه تتجول على سواحل المغرب قبل 66 مليون سنة”.
وأوضح التقرير أن المنقريا كان حيوانا صغيرا، لكن العظام المحيطة بدماغه متماسكة معا بإحكام ومندمجة جزئيا، مما يدل على أنه كان بالغا مكتمل النمو.
أما الأنواع المغربية الأخرى فكانت بنفس الحجم تقريبا.
كما درس الفريق العظام الأكبر حجمًا، بما في ذلك عظم الذراع وعظم الفخذ، مما يشير إلى وجود نوع ثالث أكبر.
وقال لونجريتش: “لم تتمكن طيور منقار البط من الوصول إلى أفريقيا في نهاية العصر الطباشيري فحسب، بل بمجرد أن فعلت ذلك، تطورت بسرعة للاستفادة من المنافذ المفتوحة وأصبحت متنوعة”.
في نهاية العصر الطباشيري، كانت مستويات سطح البحر مرتفعة، مما أدى إلى إغراق معظم القارات، وكانت اليابسة على الأرض مجزأة بسبب تفكك بانجيا والانجراف القاري. وهذا ما جعل أفريقيا تطفو وحيدة في المحيط، وهي قارة جزرية مثل أستراليا المعاصرة.
واستدرك التقرير أن “ديناصورات منقار البط، التي تطورت بعد فترة طويلة من انقطاع الروابط الأرضية، تمكنت بطريقة ما من الوصول إلى أفريقيا.”
وأردف لونجريتش: “من غير المحتمل على الإطلاق أن تتمكن الديناصورات من عبور المياه للوصول إلى أفريقيا، لكن غير المحتمل ليس مثل المستحيل.”
وأوضح أنه مع مرور الوقت الكافي، تصبح الأشياء غير المحتملة محتملة، “قم بشراء تذكرة يانصيب كل يوم، وإذا انتظرت لفترة كافية، فسوف تفوز”، يضيف لونجرتش.
واقترح قائد الدراسة أن عمليات عبور المحيط هذه قد تكون حدثت مرة واحدة كل مليون عام، لكن العصر الطباشيري استمر ما يقرب من 100 مليون عام.
وانتهى لونجرتش إلى أن “الكثير من الأشياء الغريبة ستحدث في ذلك الوقت، بما في ذلك عبور الديناصورات للبحار.”