قالت الهام جاوي أخصائية تغذية وحمية، في سلسلة من الحلقات التي بثت عبر موقع “فبراير”، طيلة شهر رمضان المبارك، بأن الوجبة الواحدة يمكن ان تمنحنا عناصر غذائية كافية للجسم، بالرغم من انها لا تتوفر على عناصر غير طاقية ولكنها تساعدنا على اخراج الطاقة خلال الصيام، وهي الفيتامينات والاملاح المعدنية والألياف وهي كلها متواجدة في مجموعة الحبوب والقطاني ومجموعة الخضر والفواكه.
وأضافت بأن الخضر تحتوي على نسب مهمة من الألياف والماء والفيتامينات والأملاح المعدنية، لذلك هي ضرورية ومهمة لجسمنا، ثم هناك مجموعة البروتينات التي تعطينا الأحماض الامينية الأساسية، لأن الجسم لا يصنعها وبالتالي نستمدها من التغذية، عكس بعض العناصر التي يصنعها الجسم كفيتامين د، أما الفيتامين س فلا يمكن للجسم أن يصنعه.
وسجلت المتحدثة أن الشخص الذي لا يحافظ على أكل متوازن يفتقد للفيتامين س الذي هو مضاد للأكسدة، وهو عامل مهم ضد الشيخوخة ويساعد على المناعة واكتساب المناعة الكافية للجسم.
وزادت انه “مصدر مهم بروتيني ان لم يكن حيواني لابد من تعويضه بالحبوب والقطاني، أما المصدر المعروف في المائدة المغربية هو البيض وهو مهم جدا لأنه يمنح الجسد أحماض أمينية أساسية اضافة الى الأجبان لكن سرت أنها يجب أن تكون بنسبة مقبولة ودون افراط.
وأشارت الأخصائية الى مادة الدهون، فحينما نتناول وجبات مليئة بالدهون المشبعة كالمقلبات، فهنا نعطي للجسم عناصر مليئة بالطاقة بدون عناصر أساسية، لذلك وجب ادخال الزيوت النباتية “زيت الزيتون” وزيت أركان وباقي الزيوت التي هي غنية بمضادات الأكسدة واوميغا3.
وفي المقابل، يسعى أطباء التغذية إلى خلق التوازن الغذائي، خاصة خلال شهر رمضان حيث يجدر بالإنسان أن يبذل مجهودا أكثر في منح جسمه العناصر الأساسية التي تساعده على قضاء يوم صيام صحي.
وفي هذا السياق، تفسر إلهام الجاوي، أخصائية الحمية العلاجية والتغذية، في حديثها مع “فبراير” مدى أهمية خلق التوازن الغذائي سواء خلال رمضان أو دون ذلك، موضحة :” دائما ننصح بضمان التغذية المتوازنة في جميع الأيام، إلا أنه في رمضان يجب أن يحرص الإنسان على ذلك بشكل مضاعف، طيلة الصيام الجسم يحتاج الطاقة التي يوفرها الجسم من خلال مخزون الكبد والعضلات التي تتوفر على الكيلوكيجين الغنية بالسكريات والأحماض الأمينية والماء، فضلا عن مخزون الكتلة الذهنية، الذي يبلغ في المتوسط عند الرجل ما بين 10 حتى 20 في المائة، وعند المرأة ما بين 20 حتى 30 في المائة”.
وتابعت أخصائية التغذية، توضيحها قائلة :” المشكل الذي يُطرح هو عملية إخراج الطاقة، لأن الجسم يحتاج بعض العناصر الأساسية غير الطاقية التي تساعد في إخراج الطاقة من قبيل الفيتامينات الأملاح المعدنية الألياف والماء، وهذا ما يجب اكتسابه من وجبة الإفطار”.
وأشارت إلهام الجاوي، إلى أن مائدة الإفطار المغربية في شهر رمضان مُشبعة بالسعرات الحرارية، التي قد تصب في غير مصلحة الإنسان الصائم ولا تمده بأي عنصر من العناصر الأساسية سالفة الذكر، إذ تتركز وجبة إفطاره على إما السكريات أو الذهون أو هما معاً.
وأوضحت أخصائية التغذية بهدا الخصوص معبرة :” أغلب الوجبات التي تحضر في وجبة الإفطار تتميز بكونها تفتقد للعناصر الأساسية من معادن من ألياف من فيتامينات والماء الذي يأتي من عنصر الماء مباشرة، أو مصدر الخضر والفواكه ومشتقات الحليب، وغياب ذلك هو ما يشكل خللا على مستوى اكتساب جسم الإنسان للطاقة”.
وأكدت الأخصائية تناول الشخص لوجبة الإفطار بدون إصراف كي لا يتجاوز احتياجات جسمه، مُعزية السبب إلى :” إذا تجاوز الجسم حاجياته من الأكل رغم صحته، فإن ذلك يتسبب في تخزين الجسم لنسب عالية من السكريات والذهون، فبالتالي طيلة نهار الصيام يقوم الجسم بإفراغ المخزون لإعطاء الطاقة، ثم في الإفطار سيحتاج لكمية عالية مجددا خاصة إذا كان الشخص لا يتحرك”.
فيما يكثر الحديث في شهر رمضان، عن الفرق بين ممارسة الرياضة قبل وبعد الإفطار وهل للأمر علاقة بأهداف الشخص المُمارس وطبيعة جسمه، وهو الأمر الذي ستفسره الدكتورة إلهام الجاوي، أخصائية في الحمية العلاجية والتغذية، في حوارها مع موقع “فبراير”.
“بالنسبة للأشخاص الرياضيين بالأساس، لا يُشكل أبدا أي مشكل سواء اختاروا ممارسة الرياضية قبل أو بعد موعد الإفطار في شهر رمضان، لأن جسمهم مُعتاد على ذلك، لكن الإشكال يكون لدى الأشخاص المبتدئين الذين بدأوا نشاطهم البدني حديثا” تقول الدكتورة إلهام الجاوي.
وأكدت أخصائية الحمية العلاجية والتغذية، ضرورة أخذ الاستشارة قبل بداية النشاط البدني سواء قبل أو بعد الإفطار في شهر رمضان، للتأكد من خلو جسمه من أي مشكل صحي، أما عن الأشخاص العاديين الذي يمارسون رياضة المشي فقالت :” من الأحسن يكون قبل الإفطار، من أجل ضمان التعويض المُباشر لما بدله الجسم من مجهود، من خلال شرب الماء والعناصر المغذية المكونة من الألياف والأحماض الأمينية والذهنية الأساسية والمعادن والفيتامينات”.
