تحدث محمد بيهميدن، المغترب العائد إلى وطنه، إن سعادته تكمن عندما ينجح في رسم الابتسامة في وجه زواره، مشيرا في معرض كلامه أن الآوان قد حان للانفتاح على قبول الآخر.
وأشار بيهيمين إن التحف التي يعرضها هي كلها ذات قيمة ، وأنه يحرص انطلاقا من مشروعه هذا توفير فرص الشغل للشباب..
ويعتبر بيهيمين أن المتحف الذي ينظمه هو أيضا فرصة للقاء الأصدقاء والأقارب وتبادل أطراف الحديث، مؤكدا أنه شهد على لقاءات مؤثرة ستظل راسخة في ذهنه.
ولعل أبرز هذه الذكريات التي ستظل راسخة في ذهن بيهميدن هي لقاء عائلة لم يرو بعضهم البعض منذ سنوات طويلة
كشف محمد بيهميدن، المغترب العائد إلى وطنه، في لقاء حصري مع موقع فبراير، عن قصة إنشائه لمنتجع ثقافي وسياحي فريد في مسقط رأسه بمنطقة الأطلس المغربية.
يروي بيهميدن، في حديثه لموقع “فبراير.كوم”، عن تفاصيل رحلته الطويلة التي قادته من طفولته في القرية إلى سنوات الاغتراب في أوروبا وأمريكا، ثم العودة أخيراً إلى جذوره.
وتابع ضيف فبراير أنه ولد في الخمسينيات في قرية صغيرة تدعى “أزرواضو”. يتذكر طفولته البسيطة حيث كان يمشي حافي القدمين لمسافات طويلة للحصول على الطعام. هذه الذكريات الأولى شكلت وعيه وارتباطه العميق بمسقط رأسه.
وحديثا عن رحلة الاغتراب التي عاشها، قال: “غادرت المغرب متجهاً إلى بلجيكا، ثم تنقلت بين عدة دول أوروبية وأمريكا. وقضيت عقوداً في الخارج قبل أن أقرر العودة إلى وطني الأم والعودة إلى الجذور”، أوضح المتحدث، أن قراره بالعودة نبع من حنينه إلى مسقط رأسه وذكريات طفولته. وعند عودته، وجد أن الناس لم يتغيروا كثيراً، مما جعله يدرك أنه هو من تغير خلال سنوات الغربة.
وبعد عودته للوطن، قرر بيهميدن استثمار أرض عائلته لإنشاء منتجع ثقافي وسياحي. يضم المكان مسبحاً ومناطق للعب الأطفال، ويهدف إلى توفير متنفس للسكان المحليين، خاصة النساء اللواتي لديهن فرص محدودة للتنزه.
أطلق بيهميدن على المنتجع اسم “أزرو واضوم”، وهو اسم له دلالة رمزية تشير إلى التسامح والتعايش بين الثقافات المختلفة. يؤكد أن هدفه هو خلق مساحة ترحب بالجميع بغض النظر عن معتقداتهم أو خلفياتهم.
“خلال فترة الوباء، اكتسب المنتجع شعبية متزايدة كونه أحد الأماكن القليلة المفتوحة للزوار. وأصبح ملاذاً للناس للاستمتاع بالهواء الطلق والتواصل الاجتماعي في ظل القيود المفروضة”. قال محمد.
ويحرص بيهميدن على الحفاظ على التراث المحلي، حيث قام بعرض أول سيارة دخلت المنطقة في الستينيات كجزء من المعروضات في المنتجع، مما يذكر الزوار بتاريخ المنطقة وتطورها.
يجسد مشروع محمد بيهميدن رؤية فريدة تجمع بين الحنين إلى الماضي والتطلع إلى المستقبل، مع الحفاظ على الهوية الثقافية والترحيب بالتنوع. إنه نموذج ملهم لكيفية استثمار المغتربين العائدين لخبراتهم في تنمية مناطقهم الأصلية وإثراء المجتمع المحلي.