أعربت جبهة البوليساريو الانفصالية عن قلقها بعد الموقف الأخير الذي عبر فيه فيرناندو كلافيخو رئيس حكومة جزر الكناري انخراطه بشكل تام في موقف الحكومة الإسبانية المعبر عنه في الإعلان المشترك للسابع من أبريل 2022.
وقلق الجبهة الانفصالية هذا راجع لتواجد عدد من الموالين لهم في جزر الكناري التابعة للسيادة الاسبانية، حيث قال عبد الله العربي الممثل للجبهة في اسبانيا حسب ما كشفت عنه “البوليساريو”، “قال”، في تدوينة له على منصة “إكس”، تويتر” سابقا، أن موقف رئيس حكومة جزر الكناري يتعارض مع القانون الدولي.
هذ وأكد رئيس جزر الكناري، فرناندو كلافيخو، في تصريحاته يوم الثلاثاء الماضي بالرباط، أن حكومته تتبنى بالكامل موقف الحكومة الإسبانية الداعم لمقترح الحكم الذاتي المغربية كحل للنزاع في الصحراء. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع وزير الشؤون الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، حيث أشاد كلافيخو بالدور المغربي في تعزيز الثقة والتعاون بين البلدين، مشيراً إلى أن هذا التعاون أتاح مناخاً جديداً من التفاهم بين الجانبين.
وقال كلافيخو خلال المؤتمر: “إن موقف الحكومة الإسبانية تجاه نزاع الصحراء قد أسهم في خلق مناخ من الثقة والتعاون بين المغرب وإسبانيا، وهو ما نرغب في تعزيزه”، معتبراً أن حكومته تلتزم تماماً بسياسات الحكومة الإسبانية في هذا الشأن.
في سياق متصل، تناول كلافيخو موضوع الهجرة، مشيراً إلى أن المغرب يلعب دوراً محورياً في الحفاظ على استقرار المنطقة. وصرّح قائلاً: “وضع الهجرة في إسبانيا والاتحاد الأوروبي سيكون غير معقول لولا الجهد الهائل الذي يبذله المغرب”. وأضاف أن التعاون المغربي في مجال الهجرة يعد عاملاً أساسياً في استقرار الحدود الأوروبية، موضحاً: “إذا لم يكن لدى المغرب حوالي 8000 جندي مكلف بهذه المهمة، فإن الوضع سيكون غير قابل للتحمل بالنسبة لإسبانيا والاتحاد الأوروبي”.
كما أكد كلافيخو أن حكومته تعمل على تعزيز العلاقات مع المغرب، قائلاً: “من الواضح تمامًا أن حكومة جزر الكناري تتبنى بالكامل سياسة حكومة إسبانيا، وهذا أدى إلى خلق مناخ من الثقة الذي نرغب في تعزيزه”. وشدد على أهمية مواصلة هذا التعاون في ظل التغيرات التي يشهدها العالم قائلاً: “العالم يتغير، وليس بالضرورة في كل الأماكن إلى الأفضل، لكننا مصممون على أن تمضي المغرب وإسبانيا وجزر الكناري نحو الأفضل”.
تأتي هذه التصريحات في إطار الزيارة التي قام بها رئيس جزر الكناري إلى المغرب، حيث بحث الطرفان سبل تعزيز التعاون المشترك في عدد من المجالات، بما في ذلك قضايا الهجرة والأمن والاستثمار.