في حديث خاص لموقع فبراير.كوم، تطرق الدكتور حكم التازي إلى مجموعة من القضايا الصحية التي تشغل بال الكثيرين، موضحًا أن صحة الإنسان تتأثر بعدة عوامل مترابطة، من بينها التغذية، النوم، والعادات اليومية التي نمارسها دون إدراك أثرها البعيد على صحتنا الجسدية والنفسية.
خلال حديثه، أشار إلى أن البروستات عند الرجال تظل عاملاً مؤثرًا في وظائف الجسم حتى بعد استئصالها، موضحًا أن هذا الأمر لا يمكن تجاوزه طبياً، لأن الجسم يستمر في التأثر بهذه الغدة ولو تم إزالتها جراحيًا، مشددًا على ضرورة الوعي بهذه المسألة وعدم الانسياق وراء مغالطات علمية قد يروج لها البعض.
أما عن النوم، فقد أكد التازي أنه عنصر أساسي في تحقيق التوازن الصحي، مشيرًا إلى أن الكثير من الأشخاص يعانون من اضطرابات النوم بسبب التوتر، التفكير المفرط، أو حتى تلقي أخبار سارة أو مزعجة.
وأوضح أن هناك أشخاصًا قد ينامون في الخامسة أو السادسة مساءً، معتقدين أن ذلك طبيعي، في حين أن اضطراب أوقات النوم قد يؤدي إلى مشاكل صحية على المدى الطويل.
وأضاف أن التعامل مع اضطرابات النوم يحتاج إلى وعي بالعوامل المؤثرة عليها، مشيرًا إلى أن الحلول الطبية قد تكون فعالة في بعض الحالات، لكن لا ينبغي اللجوء إلى الأدوية إلا بعد استشارة الطبيب، لأن بعض الأشخاص يستهلكونها بشكل مفرط دون إدراك تأثيرها على صحتهم.
وفيما يتعلق بالتغذية، أوضح الدكتور التازي أن العديد من النصائح التي تُقدم للناس تكون أحيانًا متشددة إلى درجة تؤدي إلى نتائج عكسية، معتبرًا أن الاعتدال هو الأساس في كل شيء. وأكد أن الحرمان التام من بعض الأطعمة ليس بالضرورة الحل الأفضل، لأن الجسم يحتاج إلى توازن غذائي وليس إلى قائمة ممنوعات صارمة.
واستشهد بقصة شخصية قائلاً إنه ذات يوم كان يشتري بعض الحاجيات من السوق، فاستوقفته سيدة مستغربة من كونه يشتري الشيبس، معتقدة أنه ضار بالصحة، لكنه أشار إلى أن المشكلة ليست في الأطعمة ذاتها بقدر ما تتعلق بطريقة استهلاكها وكمياتها.
وأضاف أن المبالغة في اتباع الأنظمة الغذائية الصارمة قد تؤدي إلى نتائج عكسية، مشيرًا إلى أنه عاش في فترة كان فيها النظام الغذائي بسيطًا للغاية، حيث كان الأطفال يقتاتون على الخبز والشاي دون الحديث عن البروتينات أو الفيتامينات، ومع ذلك لم تكن هناك كل هذه التعقيدات المرتبطة بالغذاء كما نراها اليوم.
وأكد التازي أن التطور العلمي كشف العديد من الأمور، لكن في المقابل، يجب عدم الوقوع في فخ التهويل والتعامل مع الغذاء بعقلانية واعتدال.
كما تحدث عن أهمية النشاط البدني في الحفاظ على الصحة، موضحًا أن ممارسة الرياضة لا تعني بالضرورة القيام بتدريبات مكثفة، بل يكفي القيام بحركات بسيطة أثناء الجلوس أو المشي المنتظم لتنشيط الدورة الدموية والحفاظ على اللياقة.
وأضاف أن بعض التمارين اليومية يمكن أن تساعد بشكل كبير في تقوية الأعصاب وتحسين جودة النوم دون الحاجة إلى أدوية أو مكملات.
وفي ختام حديثه، شدد الدكتور التازي على ضرورة تحقيق التوازن في الحياة، معتبرًا أن صحة الإنسان ليست مرتبطة بعامل واحد فقط، بل تتأثر بعادات متعددة تشمل التغذية، النوم، النشاط البدني، وحتى طريقة التفكير والتعامل مع الحياة اليومية.
وأكد أن التحدي الأكبر هو إيجاد هذا التوازن بطريقة تتناسب مع احتياجات كل شخص وظروفه الصحية، مع ضرورة استشارة المختصين عند الحاجة لضمان اتخاذ القرارات الصحية الصحيحة.