يستعيد الصحفي والكاتب عبد الحق نجيب، خلال حواره مع موقع “فبراير.كوم”، ذكرياته العالقة في أزقة الحي المحمدي الشعبية بالدار البيضاء، تلك الحارة التي شكلت وعيه المبكر وروحه المتمردة.
وبلهجة تختلط فيها الحنين بالمرارة، يرسم نجيب صورة حية للحي الذي كان “مدرسة الحياة الحقيقية” قبل أن يكون مجرد عنوان على الخريطة.
وخلال حديثه ذكر عبدالحق نجيب، بأنه تعمق في البحث حول ذاكرة الحي المحمدي بشكل خاص، مشيرا إلى أنه استضاف خلال إحدى حلقات برنامج صدى الإبداع الكاتب نجيب تقي الذي ألف كتاب أسماه ذاكرة كاريان سونترال في جزئين والذي يضم أكثر من 3 ألاف صفحة، والذي ضم جميع أسماء ووجوه بالإضافة إلى أماكن الحي المحمدي.
وعرج المتحدث ذاته للحديث عن أحد الكتب التي ألفها أحد أصدقائه حسن الرايس تحت عنوان “الحي المحمدي وجوه وأماكن”.
وأشار المتحدث ذاته، بأن الحي المحمدي كما عاشه هو يضم شخصيات متنوعة، مشيرا إلى أنه خلال صغره كان يلتقي دائما بأستاذ بتصفيفة شعر تشبه الأفارقة، ويوصف بالنابغة في الرياضيات.
وأضاف عبدالحق نجيب بأن الحي الذي كان يقطن به يضم عدد من الفنانين المغاربة كناس الغيوان والعربي باطمة وعمر السيد الذي كان صديق مقرب لوالدته ولوالده.
واسترسل المتحدث ذاته، بأنه كان يستغرب من شعر الحسن زينون الذي كان راقص كوريغرافي، حيث أن ساكنة الحي المحمدي كانت تفتخر به لإتقانه رقص عالمي.
حي المحمدي لم يكن يضم فقط المثقفين والفنانين حسب عبد الحق نجيب، الذي ذكر خلال حواره مع “فبراير”، أسماء العشرات من المجرمين وتجار المخدرات، مشيرا إلى أنهم كانوا يتعاملون بشكل جيد مع الساكنة.
بالإضافة إلى كل هذا ذكر الصحفي عبدالحق نجيب مجموعة من الشخصيات النسائية التي بصمة في ذاكرته بمنطقة الحي المحمدي من بينهم “العريفة” وهي الحاجة عائشة التي كانت ترافق السلطات وتشرف على ضبط مجموعة من الأمور، مشيرا إلى أن الساكنة كانت كلها تخشى العريفة، غير أنها كانت من ألطف الخلق.
